رؤية نقدية
-
” درب الصد” تسترجع مصائر النسوة المخطوفات في بغداد
لوحة غرافيكس للرسام وليد نظامي يتورط قارئ رواية “درب الصد”، للكاتبة العراقية هدية حسين (دار الذاكرة- بغداد) في العودة إلى ماض عبثي مأساوي، وتحديداً إلى ما وقع في الأيام التي تلت عام 2003، حين شاع في بغداد الانفلات الأمني والخطف والقتل، وطلب الفدية، يوم “أصبح الفضاء ملغوماً، والحياة تتوقف بعد مغيب الشمس بقليل”. وعلى الرغم من ابتعاد هدية حسين سنوات عدة عن العراق، وانتقالها إلى كندا ثم اختيارها العودة إلى بغداد، فإن جل رواياتها طغت عليها أحداث وطنها في مراحل…
اقرأ المزيد -
“موت منظم” رواية تنبش جذور أرمن مصر ومأساتهم
من أجواء الهجرة الأرمنية في بداياتها يحفل التاريخ بأحداث ومواقف تثير مخيلة الروائي وتحفزه لتناولها، وتعليل أحداثها من وجهة نظر إبداعية تحدد نقطة البدء والانتهاء. تنضم رواية “موت منظم” (دار نوفل – بيروت) للكاتب المصري أحمد مجدي همام، إلى قائمة الروايات المشغولة بالتاريخ والكشف عن خباياه وتفاصيله من خلال اختيار حدث معين، وشخوص تقاطعت مصائرهم مع هذا الحدث وسبب لهم تحولات كبرى وارتحالات في بقاع جغرافية بعيدة. يتخذ الكاتب من موقف طريف ومشوق ذريعة للدخول إلى عالم الحكاية الأصلية…
اقرأ المزيد -
عندما تكون الرواية قناعا للسيرة في “خيوط أقمشة الذات”
لوحة للرسام إسماعيل نصرة (صفحة الرسام على فيسبوك) ينتمي نص “خيوط أقمشة الذات” للكاتب المصري عادل أسعد الميري (دار إيبيدي مصر) إلى أدب السيرة الذاتية، هذا بخلاف كلمة “رواية” التي اختارت دار النشر وضعها على الغلاف. ولعله من الشائع أن الإشكالات النظرية للسيرة الذاتية الروائية يكمن جزء منها في صعوبة الاتفاق على مقومات عامة تصوغ لها وضعاً شكلياً وضمنياً محدداً بين الأجناس الأدبية، وذلك بسبب تداخلها البين مع الفن الروائي. فالسيرة الروائية تجمع في نسيجها ودلالاتها عناصر السرد…
اقرأ المزيد -
” كقطة تعبر الطريق” الاغتراب الإنساني في مواجهة العالم
لوحة للرسام فؤاد حمدي يترك الكاتب حاتم حافظ كل اغواءات الكتابة عن الواقع المصري، ويمضي في “كقطة تعبر الطريق” مع مغامرة روائية تنغمس في مآلات الحرب السورية، في جانب منها، ومع الاغتراب الفردي في مواجهة العالم في جانب آخر. أبطاله مجموعة من الغرباء مرهقون من الوجود نفسه – فيزيائيا ونفسيا- تتقاطع مصائرهم في مدن، شوارع ،حانات، أرصفة الطرقات، محطات القطار، سيارات التاكسي. يمرون بها ربما دون أن يتذكرونها مرة أخرى. عالية امرأة سورية ثلاثينية، ليلي ابنتها في الرابعة من عمرها،…
اقرأ المزيد -
بشرى خلفان تغوص في حكايات البحر وعالم البلوش
بعد عملها الروائي الأول “الباغ”، تعود الكاتبة العمانية بشرى خلفان برواية “دلشاد” (دار تكوين- الكويت) لتدلف من جديد إلى مناطق مجهولة من التاريخ العماني غير معروفة لدى القارئ العربي. وإن كان هذا ما فعلت بعضاً منه في “الباغ” مع أبطالها الذين اقتربوا من مرحلة زمنية معاصرة سبقت وصول السلطان قابوس إلى الحكم، وما تلا تلك المرحلة من اضطرابات في ظفار، فإن خلفان في “دلشاد” تمضي في ارتحال أكثر بعداً وتشعّباً، على مستوى الزمان والمكان والشخصيات التي تتعدد، وتتنوع أصواتها لتروي…
اقرأ المزيد -
رباب كساب تستحضر تاريخ “بيت الكريتلية” كاشفة أسراره
“هنا على جبل يشكر، قبل أن تحط سفينة نوح، قبل أن يُبنى “طولون”، قبل أن يُبنى بيتنا، يدعونه الآن “متحف جاير أندرسون” وكانوا يقولون “بيت الكريتلية” ص16. يمكن لهذه العبارات أن تكشف الكثير عن رواية “على جبل يشكر”، للكاتبة رباب كساب (دار النسيم- القاهرة) فما الذي يبقى من التاريخ، وما الذي يتركه لنا الماضي غير الأسئلة، التي نمضي خلفها مع عطش البحث عن إجابات ترقد بين مسامات الجدران، ولا تمنح للسائلين إلا التباس المعرفة! هذا ما سوف يتضح أكثر…
اقرأ المزيد -
سيرهي زادان يجيب عن سؤال حول معنى أن يكون أوكرانيا
وحده الأدب بشعره ونثره يستطيع أن يقول الحقائق عن الناس العاديين الذين عاشوا احدى الحروب، الأشخاص العُزل، الأكثر سلاما وضعفًا الذين لا يذكرهم التاريخ. لذا احتفظت الروايات التي تناولت الحروب بمسمى “روايات الحرب”، حيث تُسجل بين دفتيها الحكايات الشريدة عن الحيوات الآمنة، التي تنتهي بين ليلة وضحاها، عشية اطلاق أول رصاصة. لا تزخر المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات التي تقدم الأدب الأوكراني، على الرغم من وجود العديد من الأعمال الأدبية البديعة التي تستحق أن تحتل مكانتها عند القراء العرب،…
اقرأ المزيد -
الروائي دافيد فوينكوس يبحث عن الشفاء عبر الجمال
الروائي الفرنسي ديفيد فونكينوس ( دار غاليمار – باريس) وحده الجمال يستطيع أن يخلق حالة من التحول مصحوبة بدهشة بريئة تنقذ الحياة من ركودها. يخوض الروائي الفرنسي دافيد فوينكينوس في جوهر هذه الفكرة عبر شخصية أنطوان دوريس بطل روايته “نحو الجمال”، وهو أستاذ “تاريخ الفن” في مدرسة ليون للفنون الجميلة، يقرر بين عشية وضحاها أن يترك وظيفته، ويتخلى عن منصب يتوافق مع مهاراته المعترف بها علمياً واجتماعياً، ويذهب للعمل كحارس في متحف “أورسيه”، من أجل الشفاء الداخلي والبحث عن…
اقرأ المزيد -
“همس العقرب” تروي حب مصري وبريطانية في الصحراء
قليلة هي الروايات التي تجمع بين الجغرافيا والتاريخ في آنٍ واحدٍ، وبشكل لصيق، بحيث يصبح الانصهار في “الزمكان” هو اللعبة الفنية التي تؤطر الرواية وأحداثها، لذا لا يمكن قارئ رواية “همس العقرب” للكاتب محمد توفيق (دار العين – القاهرة) الاستغراق في عالمها من دون استدعاء حمولة تاريخية تأتي مع ظلال مهيمنة، لتركيبة شخصية بطلها أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، وهو إحدى الشخصيات المحورية التي تشكل عماد الرواية وأحداثها. فمن المعروف تاريخياً مدى الدور المؤثر الذي…
اقرأ المزيد -
أمير تاج السر يمنح العبث الكافكاوي نكهة سودانية
لوحة للرسامة السودانية كمالا إسحق تبدو الحقائق غائمة في رواية “حراس الحزن”، (دار نوفل 2022)، للكاتب السوداني أمير تاج السر. ليس ثمة واقع مؤكد سوى الحزن الذي يخيم على الرواية منذ بداياتها مع جملة “في هذا النص لا تبحث عن الحزن، دع الحزن يبحث عنك”. غير أن هذا الحزن المضمر مسبقاً يختلف عن الحزن التقليدي المقترن حضوره وزواله بالسببية الناتج منها، فيجسد الحزن في الرواية حالاً وجودية رمزية يتم غزلها في ضفيرة واحدة مع السخرية والعبث، فإذا أردنا…
اقرأ المزيد