رؤية نقدية
-
سيرهي زادان يجيب عن سؤال حول معنى أن يكون أوكرانيا
وحده الأدب بشعره ونثره يستطيع أن يقول الحقائق عن الناس العاديين الذين عاشوا احدى الحروب، الأشخاص العُزل، الأكثر سلاما وضعفًا الذين لا يذكرهم التاريخ. لذا احتفظت الروايات التي تناولت الحروب بمسمى “روايات الحرب”، حيث تُسجل بين دفتيها الحكايات الشريدة عن الحيوات الآمنة، التي تنتهي بين ليلة وضحاها، عشية اطلاق أول رصاصة. لا تزخر المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات التي تقدم الأدب الأوكراني، على الرغم من وجود العديد من الأعمال الأدبية البديعة التي تستحق أن تحتل مكانتها عند القراء العرب،…
اقرأ المزيد -
الروائي دافيد فوينكوس يبحث عن الشفاء عبر الجمال
الروائي الفرنسي ديفيد فونكينوس ( دار غاليمار – باريس) وحده الجمال يستطيع أن يخلق حالة من التحول مصحوبة بدهشة بريئة تنقذ الحياة من ركودها. يخوض الروائي الفرنسي دافيد فوينكينوس في جوهر هذه الفكرة عبر شخصية أنطوان دوريس بطل روايته “نحو الجمال”، وهو أستاذ “تاريخ الفن” في مدرسة ليون للفنون الجميلة، يقرر بين عشية وضحاها أن يترك وظيفته، ويتخلى عن منصب يتوافق مع مهاراته المعترف بها علمياً واجتماعياً، ويذهب للعمل كحارس في متحف “أورسيه”، من أجل الشفاء الداخلي والبحث عن…
اقرأ المزيد -
“همس العقرب” تروي حب مصري وبريطانية في الصحراء
قليلة هي الروايات التي تجمع بين الجغرافيا والتاريخ في آنٍ واحدٍ، وبشكل لصيق، بحيث يصبح الانصهار في “الزمكان” هو اللعبة الفنية التي تؤطر الرواية وأحداثها، لذا لا يمكن قارئ رواية “همس العقرب” للكاتب محمد توفيق (دار العين – القاهرة) الاستغراق في عالمها من دون استدعاء حمولة تاريخية تأتي مع ظلال مهيمنة، لتركيبة شخصية بطلها أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، وهو إحدى الشخصيات المحورية التي تشكل عماد الرواية وأحداثها. فمن المعروف تاريخياً مدى الدور المؤثر الذي…
اقرأ المزيد -
أمير تاج السر يمنح العبث الكافكاوي نكهة سودانية
لوحة للرسامة السودانية كمالا إسحق تبدو الحقائق غائمة في رواية “حراس الحزن”، (دار نوفل 2022)، للكاتب السوداني أمير تاج السر. ليس ثمة واقع مؤكد سوى الحزن الذي يخيم على الرواية منذ بداياتها مع جملة “في هذا النص لا تبحث عن الحزن، دع الحزن يبحث عنك”. غير أن هذا الحزن المضمر مسبقاً يختلف عن الحزن التقليدي المقترن حضوره وزواله بالسببية الناتج منها، فيجسد الحزن في الرواية حالاً وجودية رمزية يتم غزلها في ضفيرة واحدة مع السخرية والعبث، فإذا أردنا…
اقرأ المزيد -
“كونيمارا” رواية الحب المستعاد في أزمة منتصف العمر
في مطلع عام 2019، بعد فوزه بجائزة “غونكور” عن روايته “أولادهم من بعدهم”، احتفل المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة بحضور الكاتب الفرنسي نيكولا ماثيو، وأقام له حفلة توقيع وأمسية لمناقشة الرواية الفائزة، فتحدث عن تجربته مع كتابة هذا النص الذي مثل بالنسبة له مرحلة من الماضي أراد أن يسجل تفاصيلها حول مجموعة من المراهقين الذين يعيشون في منطقة شبه معزولة ويحلمون بتغيير هذا الواقع، لكن ليس هناك أي مقومات تساعدهم على القيام بالتغيير، لذا تمضي الحياة برتابتها المعهودة، فلا…
اقرأ المزيد -
سمر نور تخلط الأساطير وألعاب الفيديو في عالم واقعي
ليس هناك عالم ثابت في رواية “تماثيل الجان”( دار المحروسة- القاهرة ) للكاتبة المصرية سمر نور، فكل ما يُسرد عن الأبطال والأحداث، يمكن نقضه للبدء في رؤيته من وجهة نظر مختلفة، فالوقائع لا ينفصل آنيها الحاضر عن الماضي المجنون المغزول بالأساطير؛ فالواقع هنا غير صافٍ إطلاقا، يعكس حالة من الذهانية المسكونة داخل الأبطال جميعا. يحكم العمل مجموعة من الخطوط المتداخلة معا، في شكل يصعب فصله، بين الفانتازيا والعبث والجنون، والهوس التكنولوجي، تمضي الشخصيات جميعها باحثة عن وجودها الواقعي والمتخيل،…
اقرأ المزيد -
جويس ماينارد كاتبة نسوية تمضي “حيث يعيش الناس السعداء”
الروائية الأميركية جويس مينارد (صفحة الكاتبة على فيسبوك) منذ عملها الروائي “Labour day” (عيد العمال)، الذي تحول إلى فيلم سينمائي شهير، قامت ببطولته كيت وينسلت، حظيت الكاتبة الأميركية جويس ماينارد بشهرة كبيرة جعلتها على قائمة الكتاب الأكثر مبيعاً. أما روايتها العاشرة “حيث يعيش الناس السعداء” ففازت أخيراً بالجائزة الكبرى للأدب الأميركي، التي تحظى بشعبية كبيرة في فرنسا. تم إنشاء هذه الجائزة عام 2015، وهي تكافئ كل سنة رواية أميركية مترجمة إلى الفرنسية، وصدرت الرواية عن دار فيليب راي، بترجمة فلورنس…
اقرأ المزيد -
السنغالية دياري سو كتبت رواية “إني راحلة” للانتقام
الروائية السنغالية الفرنكوفونية دياري سو (صفحة الكاتبة على فيسبوك) يأتي صدور رواية الكاتبة السنغالية الفرنكوفونية الشابة دياري سو “إني راحلة” (دار روبير لافون) بعد هبوب عاصفة إعلامية في موطنها الأصلي السنغال بسبب اختفائها الطوعي في يناير (كانون الثاني) الماضي في باريس، حيث تدرس، حتى إن الرئيس السنغالي ماكي سال، أصدر تعليمات حينها بالعثور على الطالبة المختفية. لا يبدو عنوان “إني راحلة” الذي اختارته سو لروايتها الثانية، مجرد عنوان ينسجم مع الأحداث التي تضمنها النص، بقدر ما يعبر…
اقرأ المزيد -
“بوابة رحلة اللاعودة” رواية العشق الإفريقي الغامض
مع روايته الثانية “شقيق الروح” التي صدرت في فرنسا عام 2018 ، استطاع الكاتب السنغالي الفرنسي دافيد ديوب احتلال مكانته في الساحة الأدبية العالمية، فقد نال عنها جائزة البوكر الأدبية الدولية لعام 2021، كما نال عن هذه الرواية حسنة الطالع جائزتي غونكور دي ليسيه وهي جائزة فرنسية خاصة بطلاب المرحلة الثانوية حيث يشاركون بالتصويت على اسم الفائز، وجائزة أحمدو كوروما في سويسرا، وقد تُرجمت روايته إلى اللغة الإنجليزية تحت عنوان “في الليل كل الدم أسود”، وقد قامت بترجمتها عن الفرنسية…
اقرأ المزيد -
عائشة سلطان تكتب “هوامش في المدن والسفر والرحيل”
لا تنتهي حكايات السفر، بل تؤلف ديمومتها من عين لماحة تلتقط تفاصيل لا يراها الآخرون، حيث يحضر صخب المدن، ثلوج الجبال، هدير البحار، اختلاف الوجوه، صخب الشوارع، ازدحام المقاهي، وشوق المسافر، ليشتبك هذا كله في حكايات تُشعلها الذاكرة والمخيلة والحقائق المكانية كما يراها الكاتب. فالكتابة الحساسة عن المكان تُقدم للقارئ أكثر مما ينتظره، لأنها تحمل مواجهة مع الذات وأسئلة كثيرة تنسال بلا هوادة حاملة تدفقها الخصب عن الأمس واليوم، عن الهوية، السفر، الوحدة، الغربة، الألفة. تنبثق هذه التساؤلات بأشكال…
اقرأ المزيد