نادي القصة يناقش رواية ” قيد الدرس”
ينظم نادي القصة بالقاهرة ندوة لمناقشة رواية ” قيد الدرس” للكاتبة لنا عبد الرحمن، وذلك في الساعة السادسة مساء بمقر النادي 18 شارع القصر العيني بالقاهرة، يوم الاثنين الموافق28 مارس الجاري ، .يناقش الرواية الناقد والروائي محمد قطب، والناقدة د. فايزة سعد أستاذة الأدب والنقد في كلية الألسن جامعة عين شمس، ويدير الندوة الناقد ربيع مفتاح ، وذلك بحضور الكاتبة التي ستتحدث عن تجربتها في كتابة هذه الرواية .
وينظم نادي القصة برئاسة الروائي نبيل عبد الحميد ندوة أسبوعية مساء كل أثنين تناقش عملا روائيا أو قصصيا أو دراسة تتعلق بأعمال سردية .
من أجواء رواية ” قيد الدرس” :
يبدو أني وضعت الملح مرتين في الطعام (غلطة الشاطر بألف) سترميني أمي بأحد الأمثلة لو اكتشفت أن الملح زائد.
حسان سيصل من السفر بعد قليل من الوقت، وينبغي الانتهاء بسرعة.
جسدي متعب، أنام لساعات طويلة، قدماي ثقيلتان كأني أجر خلفي أكياسا من الرمل، أستيقظ مقيدة بإحساس من ظل لساعات يحصد منفردا حقلا من القمح. ينبغي عليّ ممارسة الحياة حتى آخر رمق، لن أستسلم، أريد العيش من أجل أشياء كثيرة حلوة لم أعرف قيمتها إلا في وقت متأخر.
نظرتُ إلى مرآة المطبخ المثبتة في الزاوية، كيف نجت هذه المرآة من كل الحروب، وظلت مكانها؟! مرآة إطارها نحاسي على شكل شمس طالها عطب السنين، لكنها لم تنكسر. لماذا وضعتها جدتي سعاد هنا؟ كم من الوجوه نظرت في هذه المرآة قبلي! وهل خمنت جدتي أني سأنظر إليها يوما كي أراقب خطوط التجاعيد الرقيقة التي بدأت تتشكل حول عيني، لكن هذه الخطوط لا تفزعني. إنها السابعة والثلاثين فقط، وفي النهاية تبدو الأشياء متساوية؛ لأن هناك حجرا كبيرا يُلقى علينا من خلف ظهورنا من دون أن نعي. شعرات بيضاء متوارية في مقدمة رأسي، أما وجهي، فلا أراه، أحس أنني أرى وجه أمي.
انعكاس وجهي في المرآة يكشف كم صرت أشبهها! متى اقتربت ملامحي من ملامحها !
صار لي نظرة العين الساهمة نفسها، وجنتان غائرتان، هالات زرقاء حول عيني. لِمَ لم أرث جمالها وشعرها الأحمر المموج الطويل! لكن نجوى أورثتني لعنتها، وقلة حظها، وخيبتها في تقدير الأمور. كلما نظرتُ إلى المرآة أرى ملامحها تزاحم صورتي، وأكاد لا أسامحها، ولا أسامح نفسي على ما أفكر به؛ لأني لم أتمكن أبدا من فهم أسباب التباس علاقتي بها إلى هذا الحد.
والجدير بالذكر أن الكاتبة د. لنا عبد الرحمن صدر لها عدة روايات منها : ” تلامس” ” أغنية لمارغريت” و ” ثلج القاهرة”، بالإضافة إلى مجموعتين قصصيتين هما ” أوهام شرقية” و ” الموتى لا يكذبون”، ولها تحت الطبع مجموعة قصصية بعنوان ” حكايا الغرباء”.
أحمد الشاذلي