د. لنا عبدالرحمن في معرض مسقط : المكان عنصر مهم في تشكيل الحدث

 

 

قالت د. لنا عبدالرحمن “يقوم المكان في الرواية ـ بوصفه عنصراً يتميز بخصوصية ـ بعدة وظائف في السرد لعل أهمها: تكوين إطار الحدث، وتحريك خيال القارئ لتصور الأمكنة، واستخدام المكان في دلالته الرمزية ليكون مؤشرا للأحداث”.

وأضافت في محاضرتها التي قدمتها في قاعة الفعاليات “سيرة المكان في الأدب العماني ـ رواية المرأة أنموذجاً” تحدثت خلالها عن تأثيرات المكان العماني علي كتابات المبدعات العمانيات، حين نتحدث عن رواية، ونكون أكثر تحديدا لنبحث في تيمة المكان الروائي فيها، فهذا يعني أننا نبحث في التقاطعات بين: الجغرافي و التاريخي، والمتخيل ،فالمكان في الدرجة الأولي ـ سواء كان واقعياً أو متخيلاً. حيز ينتمي للجغرافيا ـ ويتقاطع مع زمن النص ـ أي تاريخه، وفي هذا التقاطع يتكون المخيال الأدبي للكاتب، بمعني أن المكان الموصوف في العمل الروائي لا يشترط أن يتطابق مع المكان الواقعي، بل إن المكان المتخيل يقابله مكان ذو مرجع واقعي “وأشارت” المكان الأول في وجداننا العاطفي ـ سواء كان كوخاً أو قصراً ـ يترك أثره في اللاوعي الذي يعيد إنتاج الصور عن ذاك المكان، ومع مرور الزمن لا تكون تلك الصور مطابقة غالباً في مخيلتنا، وقد أطلق “رولان بارت” علي هذه التفاصيل المكانية ـ المركبة بين الواقعي والمتخيل ـ مصطلح “الأثر الواقعي” للدلالة علي الأثر الإيهامي الذي تحدثه “وحول نص” العصفور الأول” لأزهار أحمد قالت “تتميز رواية “العصفور الأول” بغزارة الأماكن الروائية المذكورة في النص، لأنها غير محدودة في قرية، أو مدينة، أو بلد واحد، بل تتشعب في الحديث عن أماكن عدة، تتقاطع في سرد البطل وذاكرته. ويأخذ المكان أهمتيه في هذا النص من كونه يشكل سببا محورياً في اختيارات بطل الرواية، وردود فعله”.

وحول رواية “الأشياء ليست في أماكنها” لهدي الجمهورية قالت “لا يمكن أن نغفل كلمة الأماكن التي تطرحها الكاتبة مع عنوان الرواية، فالعنوان يحيل القارئ إلي الأشياء والأماكن. إذن يكشف غلاف هذا العمل عن حيزه المكاني القائم علي أشياء وأماكن وعلاقات مبعثرة، تقاوم تأطيرها في الإطار الذي يريد لها المجتمع أن تكون فيه، فالمكان الروائي الخارجي الذي تجري الأحداث فيه يتنقل بين مسقط المدينة، وبين القرية التي تقيم فيها “مني” و”أمل”، ولكن الأماكن الصغري في هذا النص تتخذ مدلولات أكثر بعداً، لأنها ستؤثر في نمو شخصية البطلتين”.  وحول رواية “سيدات القمر” لـ د. جوخة الحارثية قالت “تحضر مدينة” “مسقط” في خلفية المشهد المكاني في “سيدات القمر”، في حين تحتل بلدة “العوافي”، الدائرة الكبري للمكان لأن الأبطال جميعهم ينطلقون رلي أقدارهم من تلك البلدة الصغيرة. وإن كان الجيل الجديد يحاول الاستخفاف بالبلدة، كما حدث حين يقول سالم لأبيه عبدالله: “مسقط بلدنا ما العوافي؟ .. لماذا لا نقضي كل الإجازات في مسقط” فيأتي رد اخته “لندن”، الموجود في العوافي ولا يوجد في مسقط هو المقبرة، فمعظم سكان مسقط لا يدفنون فيها بل في  بلدانهم الأصيلة” أما الأب عبدالله، فيقول: “قضيت عشر سنوات بعد زواجي وأنا في الطريق من مسقط إلي العوافي ومن العوافي إلي مسقط، رفض أبي أن ننتقل تماما لمسقط، من سيعمر البيت الكبير؟”

مضيفة “ترتبط شخصيات رواية “سيدات القمر” بالأماكن، وتترك آثارها فيها، تحيك عنها، تصفها في كل ما يحدث لها من تحولات زمنية، لذا فلا يمكن الحديث عن المكان في هذا النص دون التوقف أمام الشخصيات الرئيسية التي تمسك زمام الأحداث”.

واختتمت كلامها بقولها “ومن المهم جداً التوقف علي طبيعة علاقة المرأة بالمكان، والمرأة بالرجل، نماذج العلاقات الدائرة علي أرضها، فيها نوع من الرقي والاحترام، خاصة في العلاقة بين المرأة والرجل.

   عبد الرزاق الربيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى