أرامل بن لادن

 

 

 

تبدو عبارة ” فتش عن المرأة” قابلة للتطبيق عند الحديث عن زوجات بن لادن، إذ رغم رحيل زعيم تنظيم القاعدة ماتزال أخباره وأسرار حياته وغزواته، وحروبه مثيرة للاهتمام والجدل، وهذا من الممكن ملاحظته بسهولة من كم عناوين الكتب التي تحمل اسم ابن لادن. ولم يظل ابن لادن وحده هو المحرك الفعلي للأسرار، هناك الآن عالم زوجاته وما تخفيه ٍحكاية كل زوجة من خبايا  غامضة . وقد عادت حكايات زوجات ابن لادن الى واجهة الأحداث بعد أن قام  ضباط تابعون لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية باستجواب  ثلاثاً من أرامل زعيم القاعدة. وعلى أثر هذا الحدث هدد احسان الله احسان الناطق باسم حركة “طالبان باكستان”، بمهاجمة مسئولين حكوميين وقضاة عناصر الجيش والشرطة في حال عدم اطلاق السلطات الأرامل الثلاث لزعيم تنظيم “القاعدة” الراحل .

والطريف في الأمر أن مقابلة النسوة لم تكشف معلومات جديدة، بل إنهن رفضن الحديث على انفراد، وقامت أكبرهن سنا بالحديث بالنيابة عنهن. كما أبدت النساء الثلاث عدائية ظاهرة إزاء الأميركيين.

لكن في حقيقة الأمر وما يلفت اهتمامي أن وجود ابن لادن مع زوجات ثلاث وأطفال يتجاوز عددهم خمسة عشر طفلا يقدم صورة فوضوية عن الرجل الذي أرق العالم. فكيف من الممكن لهذا الرجل أن يثق بثلاث نساء ويبوح لهن بأسراره الخطيرة حتما، ولا يخاف من غدرهن؟ خاصة أن بينهن – بحكم الطبيعة – غيرة نسائية قد تؤدي باحداهن إلى الانتقام عبر البوح بسر صغير يقود للنهاية. وهذا ليس مجرد افتراض، بل إنه ينسجم مع تصريح لجنرال باكستاني متقاعد كان مشرفا على  التحقيق في اغتيال بن لادن، وقد طرح  فرضية خيانة “خيرية” وهي  احدى أرامل بن لادن، عبر تسليمه  الى الأمريكيين، بأن أرشدتهم  إلى  مكان وجوده – وذلك حسبما يرى الجنرال – «بسبب غيرتها من اصغر زوجاته اليمنية آمال عبد الفتاح (29 سنة) التي اقترن بها عام 1999». لكن إذا كانت المرأة متهمة بهذا الشكل الواضح ويدور الحديث عن خيانتها على طاولات العسكر، فإن الأشد خطورة   ما قيل عن ضعف دور ابن  لادن في تنظيم  “القاعدة”، وأنه  وقع ضحية مؤامرة من “القاعدة” نفسها، التي استخدمت  إحدى زوجاته كي تسمح للأميركيين بالعثور عليه، وذلك بتسهيل من أيمن الظواهري. ويؤكد الجنرال أن خيرية هي التي خانت ابن لادن، وهو أيضا ما تعتقده إحدى زوجات ابن لادن الأخريات وتدعى “آمال” وبلغته للمحققين.

وفي  كتاب “في قلب بن لادن” لمصطفى الأنصاري، يكشف المؤلف أن ابن لادن  تزوج في حياته خمس مرات ، وأنجب منهن نحو عشرين ولدا وبنتا، ولكل زوجة قصة. وآخرهن ” أمل الصداح” وهي أصغر زوجاته، والتي تبدو حكايته معها مثيرة للجدل، فمن ناحية أنها أثارت غضب زوجته “خيرية ” بسبب صغر سن العروسة الجديدة، وظلت بينهن غيرة شديدة، ويحكى عن زواج ابن لادن منها أنه قبل 11 عاماً، حيث التقطت فتاة كانت في سن المراهقة من بلدة هادئة في جنوبي اليمن واقتيدت إلى باكستان أولاً، ومن ثم إلى مدينة قندهار في جنوبي أفغانستان،هذه الفتاة هي أمل الصداح، التي أصبحت الزوجة الخامسة لزعيم تنظيم القاعدة، وذلك قبل عام من هجمات التاسع من سبتمبر 2001 و كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما تزوجت من بن لادن، الذي كان في الثالثة والأربعين من عمره.

أما زوجته الثالثة التي أثيرت حولها تهمة الخيانة فهي “خيرية صابر” وكانت امرأة متعلمة تعليماً عالياً، وحاصلة على شهادة دكتوراه في الشريعة الإسلامية، وتزوجت منه عام 1985، وأنجبت له طفلاً واحداً وكان ذكراً ؛ وعلى الرغم مما قيل حول ” خيرية” إلا أن  الحارس الشخصي لابن لادن كشف أن زوجته ” خيرية- أم حمزة ”  تعرف الكثير من أسرار التنظيم الإرهابى ؛ وكشف أيضا أن أم حمزة كانت المفضلة لديه ، حيث اعتاد أسامة بن لادن استشارتها فى كثير من الأمور لدراستها العلوم الإسلامية، ولأنها  تنحدر من أسرة كبيرة فى مكة ؛ لكن الحارس الشخصي يؤكد  أيضا أن ” خيرية”  استشاطت غضبا عند زواج أسامة من “آمال” التى كانت تبلغ السابعة عشرة من عمرها، كما أن  أبناء ابن لادن  الكبار أعربوا عن غضبهم من زواج أبيهم بفتاة تقل عمرا عن بعض أبنائه ولم تشارك ” خيرية”  فى حفل الزفاف سوى لدقائق معدودة ، ويحكي الحارس الشخصي  عن  الأجواء القمعية التى مارسها بن لادن ضد زوجاته وأبنائه وسادت حفل الزفاف.

فهل من الممكن أن يكون الرجل الذي أرق العالم بمنظمته الإرهابية قد ذهب ضحية خيانة نسائية بسبب الغيرة؟ يا له من  احتمال قابل التصديق حقا!

د. لنا عبد الرحمن 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى