مناقشة ” هوامش في السفر والمدن والرحيل” في مكتبة الديوان
أقيمت في مكتبة الديوان “مصر الجديدة”، ندوة لمناقشة كتاب ” هوامش في السفر والمدن والرحيل” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية- للكاتبة الإماراتية عائشة سلطان. أدارت المناقشة الكاتبة والناقدة لنا عبد الرحمن، وذلك بمشاركة الناشر محمد رشاد، الذي تحدث عن التاب وأسباب اختياره للنشر موضحا بأن سلطان تتناول في تجربتها في السفر مواقف انسانية ولقطات يوجد فيها تفاعل بين المرئي وما يجول في خاطر المؤلفة لتضفر في حكاياتها عن المدن لقطات لا يمكن مشاهدتها في الكتب التي تتحدث عن الأماكن، لأنها خاصة بالكاتبة وطريقتها السلسة في تحويل المشهد العابر إلى نص.
وفي كلمتها عن الكتاب أوضحت لنا عبد الرحمن أن حكايات السفر، بل تؤلف ديمومتها من عين لماحة تلتقط تفاصيل لا يراها الآخرون، فيحضر صخب المدن، ثلوج الجبال، هدير البحار، تعدد الوجوه، صخب الشوارع، ازدحام المقاهي، وشوق المسافر، ليشتبك هذا كله في حكايات تُشعلها الذاكرة والمخيلة والحقائق المكانية كما يراها الكاتب. فالكتابة الحساسة عن الأماكن تُقدم للقارئ أكثر مما ينتظره، لأنها تحمل مواجهة مع الذات وأسئلة كثيرة تنسال بلا هوادة حاملة تدفقها الخصب عن الأمس واليوم، عن الهوية، السفر، الوحدة، الغربة، الألفة.
وتابعت قائلة : لا يقع كل البشر في غواية السفر، ولا يعرف هذه الغواية إلا من وقع في غرامها، فصار يُجند من أجلها كل ما يقدر على بذله من جهود مادية ومعنوية بغرض تلبيتها. فالمسافر الرحالة المغرم بصعود الطائرات وركوب القطارات ليصل إلى وجهته، يدرك أن السفر في جوهره هو نداء ملح يأتي من الأعماق لرؤية آفاق جديدة. وهذا ما أكدته الكاتبة على مدار الصفحات، منذ القسم الأول، الذي اختارت أن تضمنه حكاياتها عن دبي، المدينة الرحم. كما تحضر تفاصيل سردية تؤلف قصة قصيرة ، حيث تتحدث المدن عن أهلها، تكشفهم أمام أعين الزوار ببساطة، ولو حسبنا أن المسافر الزائر لأيام لا يمكنه معرفة طباع سكان مدينة ما، فسوف نكون مخطئين، إذ تكشف ارتحالات النصوص في المدن ووصفها لأبنائها عن عادات وطبائع تشكلت بفضل الثقافة والسياسة، والأحوال الاجتماعية والاقتصادية المتحولة التي تفرض سطوتها على البشر.
منال عبد العزيز