سمر نور في “تماثيل الجان” تمزج الواقع والتراث والعاب الفيديو

 

” تماثيل الجان” هو عنوان أحدث إصدارات الكاتبة سمر نور، حيث عقدت مكتبة البلد ندوة لمناقشة الرواية بمشاركة كل من الروائية والناقدة د. لنا عبد الرحمن،و الكاتب والمؤرخ شعبان يوسف، و الكاتب والشاعر سيد محمود،، وقامت المؤلفة بتوقيع روايتها للحاضرين في ختام الندوة..

تحدث الكاتب الصحفي سيد محمود خلال إدارته للندوة عن تعدد الجوانب المعرفية في النص وسأل الكاتبة عن استدعاءها لألعاب  الفيديو بين خطوط الرواية، فكشفت أنها أثناء كتابة الفصول الأولى توقفت عند مهنة البطلة ” دنيا” المروي عنها والمتحكمة في معارف الرواة، ورأت أنها لابد أن تكون من العاملين في مجال التكنولوجيا،  وأثناء قراءتها في كتب عن العقل الاصطناعي وجدت سطور تتحدث عن فلسفة  ألعاب الفيديو جيمز فبدأت رحلة بحث وراء طبيعة تلك المهنة في مصر وتعرفت على فنان الكوميكس محمد محسن ولديه قناة يوتيوب مهتمة بفلسفة ألعاب الفيديو جيمز ومن خلاله دخلت هذا العالم الواسع، الذي احتاجت لوقت طويل كي تُلم بمفرداته.

وعن السبب وراء  إهداءها الرواية للروائي الراحل محمد ناجى فقالت أنها قد جمعتها به صداقة ما يقرب من خمس سنوات، وأنه قد قرأ الفصول الأولى التي كتبتها في ٢٠٠٩ وأبدى إعجابه بالرواية، وكان متطلعا للمنطقة الذي سيقودها لها عالم النص، لكن الكاتبة توقفت بعد الفصل التانى حيث كانت تشعر بعدم امتلاكها آنذاك للوعي الذي يحتاجه هذا النص، وقامت بكتابة روايتين ومجموعة قصصية خلال الأعوام التالية ودائما كانت تعود لتماثيل الجان لتعدل في الفصلين لكنها لم تقرر العمل عليه بشكل جدي سوى في منتصف عام 2018.

وقالت: إن هناك سبب آخر لاهداء الرواية لروح محمد ناجى وهو تأثرها بروايته الملهمة “خافية قمر” في خط من خطوط روايتها

الكاتب والناقد شعبان يوسف تحدث عن استلهام عالم التشكيلي عبد الهادى الجزار في تفاصيل الرواية، وعن الفصل الأول الخادع في تفاصيله الحميمة للقارىء قبل الدخول في العالم الغرائبي، وعن التجديد الذي قدمته الكاتبة على مستوى بنية النص، ومراوحتها بين الواقع والتراث والمتخيل.

وتحدثت د. لنا عبد الرحمن حول عالم الرواية موضحة أن  رواية ” تماثيل الجان”، تشكل نقلة مهمة في حياة سمر الابداعية، وإن كان فيها ظلال من كتاباتها السابقة مثل قصص “معراج”، و في “بيت مصاص الدماء”، وروايتها الأولى” محلك سر”، إلا أنها في تماثيل الجان كتبت عن عالم أكثر تشعبا وعمقا وانشغالا في تكوين علاقات جديدة تنقلب على الثوابت، عالم  بدأ مع الواقع وانتهى مع ألعاب الفيديو وبينهما مسارات للتراث والفانتازيا،والفن التشكيلي، والفلسفة الوجودية، والحالات الذهانية، نص فيه طبقات كثيرة ويمكن رؤيته من زوايا متعددة. وتابعت قائلة : تتكون الرواية  من ثلاثة عشر فصلاً، بالتبادل بين “ما رواه عمر”، و”ما رواه الجني”، وتمثل البطلة دنيا العنصر النسوي الحاضر الغائب في الرواية، يرتبط بها جوهر وجود “الجني” الذي جاء إلى هذا العالم من أجلها. ويرتبط بها عمر أيضاً، لكنها تظل غائبة بشكل قسري، مما يجعل غيابها أكثر إيذاء على المستوى المادي والمعنوي بالنسبة لكلا البطلين، فكل منهما يبدو شريداً ومتورطاً في مأزقه الوجودي الخاص. فمن هي دنيا التي يبحث عنها الجني ويثق أنها ستعود إليه؟ على أن يمضي عمر حبيبها، محللاً الافتراضات العقلية لغيابها، كأن يكون مرضه الغامض هو الذي قادها للرحيل. قد يبدو لقارئ رواية “تماثيل الجان” أن ثمة ابتعاداً بين خطوط الحكايا المتشعبة فيها، غير أن كل واحدة منها تؤدي إلى أخرى في سياق شبكة العلاقات التي عمل الفن على تذويب الحدود الفاصلة بينها.

حازم عبد العزيز

جريدة ( صوت البلد )

زر الذهاب إلى الأعلى