لنا عبد الرحمن: بطلة “بودابار” تمثل الجمال الحاضر الغائب في بيروت

 

صدرت حديثا رواية ” بودابار ” للكاتبة لنا عبد الرحمن ، عن داري ضفاف (لبنان) والاختلاف ( الجزائر)، وهي الرواية السادسة في مسيرة الكاتبة، بعد أن صدر لها عدة أعمال روائية كان آخرها “قيد الدرس” عام 2016، و” ثلج القاهرة ” عام 2013، التي وصلت للقائمة الطويلة في جائزة الشيخ زايد، و “أغنية لمارغريت” عام 2010، وغيرها.

قالت الدكتورة لنا عبد الرحمن ، لـ”بوابة الأهرام” أن أحداث رواية ” بودا بار” تدور في مدينة بيروت في عام 2018، حيث يلتقي مجموعة من الغرباء في ” حي الأمير” وهو من أحد أحياء بيروت العتيقة التي كانت تقع على خطوط التماس في يوم ما، ودارت على أطرافها صراعات الحرب الأهلية تاركة آثارها على المدينة والناس، تصل “دورا حبيب” إلى هذا الحي عائدة من أستراليا كي تستقر في بيروت بعد أن هاجرت عائلتها من لبنان منذ سنوات السبعينات، يتزامن وصول دورا مع وقوع جريمة قتل غريبة لجمانة، وهي امرأة فاتنة وغامضة سكنت الحي هي وزوجها منذ عامين، وجمعت في شخصيتها مجموعة من التناقضات التي جذبت الجميع حولها من مختلف المستويات والأعمار، مما يجعل حضورها رمزيا وملغزا لكل الجمال الحاضر الغائب في مدينة مثل بيروت .

تضيف لنا عبد الرحمن : “هناك أيضا شخصية الطبيب السبعيني يوسف الثابت في زمن التحولات، وحفيده يوسف، وفرح الشابة السورية التي فقدت أسرتها في الحرب وهربت إلى بيروت ، وهيام قارئة التاروت، وديبة التي كانت زعيمة للمسلحين في وقت ما. هكذا يتقاطع مصير هؤلاء الغرباء على نفس الأرض، رغم حالة التشظي المفروضة في الحياة العصرية واختلاف رؤيتهم للحياة حيث يتجاور الموت، والحياة والفقد، والخيبة في متاهة واحدة”.

 

من أجواء الرواية نقرأ:

“سوف تكون كاذباً لو قلتَ إن القتل لا يحمل متعة للقاتل؛ أن تكون جزءًا من لعبة النهاية، أن تكون مسببا، وفاعلا رئيسيا في حركتها، في رؤية الموت وأنت تستدعيه رغما عنه وعن الحياة، في رؤية الدماء بين يديك، والإحساس الأقصى بالخوف. أنت لست أكثر من أداة مستخدمة في هذه اللعبة، بل أنت الأداة الأولى والأخيرة، ثم يكون من الممتع أكثر ألا يُكتشف أمرك، وأن تغادر المكان وتمضي في طريقك، وتحيا حياتك باعتياد غريب، أن تنزل إلى البار القريب وتشرب كأس بيرة عند الظهيرة، وتتفرج على ما يحدث في الشارع ببراءة تامة.

يذكر أن لنا عبدالرحمن، كاتِبَة لبنانية تَعيش في القاهرة، دَرَسَت في الجامعة اللبنانية في بيروت والجامعة الأمريكية في القاهرة، صدر لها إضافة إلى رواياتها الست، مجموعتين من القصص القصيرة، كما وصلت روايتها ” ثلج القاهرة ” إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.

مصطفى طاهر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى