رؤية نقدية
-
“سارقة الأرواح” رواية تنتقد قسوة الحياة المهنية
لوحة للرسام الإسباني ميكال بارسيلو (صفحة الراسم – فيسبوك) لعل من أكثر ما يشغل الإنسان المعاصر هو طبيعة تحققه العملي، نوع المهنة التي يمارسها، وما إن كان لها أفق واضح، يُرضي طموحه في نظام العالم الجديد، بحيث يستطيع من خلالها أن يضمن حياة آمنة، مرفهة، تتماشى مع متطلبات الحياة المتطورة يوماً بعد يوم. لا يطرح محمد إسماعيل في روايته الثالثة “سارقة الأرواح” (دار العين – القاهرة) هاجس البطالة بأسلوب مباشر، بقدر ما يُظهر كيف يتحول البشر إلى تروس في آلة…
اقرأ المزيد -
بياتريس سالفيوني كاتبة ايطالية على خطى ايلينا فيرانتي
في روايتها “لا مالناتا”، تتخذ الكاتبة الإيطالية الشابة بياتريس سالفيوني، من علاقة الصداقة بين فتاتين، المحور الرئيس لمضمون هذه الرواية التي تمضي فيها على خطى الكاتبة الإيطالية العالمية المؤثرة إيلينا فيرانتي، التي أسست لهذه التيمة مع روايتها “صديقتي المذهلة”، التي ألحقتها بجزءين آخرين، وهي لا تزال مجهولة ومتوارية خلف هذا الإسم. ويبدو أن سالفيوني، لم تكن الكاتبة الوحيدة التي تأثرت بفيرانتي، فقد سبقتها في العام الماضي الكاتبة والفيلسوفة الإيطالية سيلفيا أفالون لتضع رواية بعنوان “صداقة”، تدور حول علاقة إليسا وبياتريس،…
اقرأ المزيد -
“سرقة أدبية” تفضح عجز النقاد عن كشف مسروقات الكتّاب
تثير كلمة سرقة أدبية فور سماعها، حالاً من الفضول والدهشة والتساؤل، إذ تجمع بين كلمتين وحالتين متناقضتين،”السرقة” بالتجاور مع “الأدب” الذي من المفترض على من يمارسه أن يتحلى بصفات نبيلة مبدئياً. فهل صحيح “أن السرقة الأدبية أخلص أشكال الإعجاب”، كما يرد في رواية الكاتب المكسيكي إيكتور أغيلار كامين “سرقة أدبية”، دار الخان، ترجمة حسن بوتكى؟ تتخذ الرواية من هذه القضية محوراً لمعمارها السردي، من خلال كاتب يروي منذ الصفحة الأولى حكايته مع السرقات، وكيف يقوم بها، وما هو مغزاها الخفي،…
اقرأ المزيد -
” الراعي” رواية كشف المحجوب
تنهض المنظومة السردية في رواية “الراعي”، للكاتبة حنان سليمان لتقدم للقارئ عالما محجوبا خلف المظاهر الخارجية للتدين الظاهري، فمن خلال استدعاء الكاتبة لبطلات يقعن في براثن تجار الدين، تنفتح الأحداث والأفكار على ما يدور في الحجرات المغلقة، وفي المحاضرات الدينية، من عملية غسل للعقول والقلوب. وكيف يؤدي الجوع الفكري والعاطفي إلى مضي النساء في مسالك ضبابية مهلكة، وهن مقتنعات تمام القناعة بأن ما يقمن به من تقديم فروض الطاعة والولاء مرضاة لله، عبر الامتثال لأوامر شيوخه، فمن خلال الشيخ يكون…
اقرأ المزيد -
“متاهة الإسكندرية” رحلة علاء خالد في جغرافيا الذاكرة
مشهد من الإسكندرية تحت المطر للرسام خالد هنو هل أراد الروائي المصري علاء خالد في روايته “متاهة الإسكندرية”، أن يُنقذ ذاكرته الشخصية أم ذاكرة مدينة الإسكندرية، التي انغمس بها حد التيه؟ تضيع الحدود الفاصلة بين الخاص والعام، وبين الذات والآخر في داخل الرواية، إذ يتآخى النص مع المكان فتبدو بيوت الذكريات مشرعة نوافذها على هواء البحر الذي يغفر كل شيء. وتبدو أبواب الحكايات مفتوحة على الشوارع والأحياء والميادين، ومحطات الترام، والنواصي والمقاهي والمطاعم التي تفوح منها روائح المذاقات الساخنة، والمشروبات…
اقرأ المزيد -
هدية حسين أدركها الصباح
تستدعي الذاكرة عبارة أبولينير: “لا الماضي يعود ولا الأحبة يرجعون”؛ عند قراءة رواية “أدركها الصباح” للكاتبة العراقية هدية حسين ( المؤسسة العربية للدراسات – عمان) التي تطرح سؤالها عن ثنائية الحب والزمن من خلال قصة حب عراقية، في زمن يمتد لأكثر من أربعين عاما يتخلله فراق وحياة كاملة مع أشخاص آخرين، وركود غريب للقلب الذي يظل أسيرا للأمس. تبتعد الكاتبة في عملها الروائي هذا عن ذكريات الحرب والتحولات السياسية في العراق التي تناولتها في معظم أعمالها الروائية؛ حيث تكتفي صاحبة…
اقرأ المزيد -
استعادة المكان الغائب ومرايا السرد المتعددة
يقوم استقراء البنية الدلالية في رواية “حفرة إلى السماء”* للكاتب السعودي عبدالله آل عياف، على تحليل المعنى الذي يطرحه المضمون الحكائي وتعيين التناظرات والتعارضات المتعددة التي يقدمها في معانيه المحورية، إذ هناك محور جوهري ترتكز إليه بنية الرواية ككل، يؤدي فيه المكان دورا محوريا، إنه قرية ( مجهرة)، حيث تجتمع الأضداد والمفارقات عبر شخصيات أهلها، يصفها أحد الشخوص قائلا : “لكل قرية مجنونها إلا مجهرة، كلها مجانين”. فهل ينطبق هذا الوصف حقا على أهالي مجهرة ؟ تبدو القصص والأساطير ساكنة…
اقرأ المزيد -
قراءة في فوز الليبي محمد النعاس بالبوكر
الروائي الليبي الفائز بجائزة البوكر العربية (موقع الجائزة) لم يمر فوز رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد” (دار مسكلياني) للكاتب الليبي محمد النعاس بجائزة البوكر للرواية العربية، من دون أن يثير عاصفة من الجدل في الأوساط الثقافية، بحيث ذهبت أنظار جمهور صفحات “السوشيال ميديا” والمواقع الإلكترونية إلى تشجيع روايتين هما “ماكيت القاهرة” للكاتب المصري طارق إمام التي تستند إلى مخيلة جامحة تجمع بين العبث والفانتازيا والواقع، ورواية “دلشاد” للعمانية بشرى خلفان بمعمارها الروائي المتشعب والقائم على مرجعية تاريخية وتعدد في…
اقرأ المزيد -
يوسف الخضر يحول بطله إلى “هامستر” هربا من الحرب
الإنسان المستوحد: لوحة للرسام وليد نظامي يبدو “جبرائيل”، بطل رواية “الهامستر” (دار إيبيدي، القاهرة)، للكاتب السوري يوسف الخضر معبراً بشكل رمزي عن العنوان، حيث لا يمكننا إغفال اسم الرواية اللافت، الذي يحيل مباشرةً إلى استدعاء عالم القوارض بكل ما فيه، بل إلى الجرذان تحديداً، لكن ما يميز “الهامستر” عن فصائل القوارض الأخرى، أنه حسن المظهر، لذا يقوم البعض بتربيته في المنزل. اختار الكاتب أن يتناصّ بطله مع هذا الكائن الذي لا يستطيع الحياة فوق الأرض، يحفر الأنفاق، ويفضل العتمة…
اقرأ المزيد -
محمد العدوي يستعيد شخصية ابن سينا روائيا في “الرئيس”
ثمة نوع من الروايات تبدو ممسوسة بالماضي، مفتونة به، تنزلق إليه بخفة وبلا وجل، ثم تعود لتحكي عنه وفق منظورها الخاص. ولعل انشغال الكاتب العربي بالبحث في التاريخ واختيار شخصية تاريخية بعينها ليعمل عليها؛ يحمل في مضمونه دلالات عدة، قد يكمن إحداها في الرغبة في تقديم قراءات جديدة، أو خارج السياق، وإلا ما الغاية من إعادة تقديم ما أرخ، أو ما كتب عنه من قبل؟ إن قائمة الأعمال الروائية العربية التي ظهرت في العقود الأخيرة وتنتمي إلى سياق “الرواية التاريخية”،…
اقرأ المزيد