” ثلج القاهرة ” .. تطهير مدينة تقاوم الانهيار

 

فى جو احتفائى وقعت الكاتبة لنا عبد الرحمن روايتها الجديدة الصادرة عن دار آفاق «ثلج القاهرة» فى مكتبة ديوان بالزمالك.الدكتور حسين حمودة بدأ كلامه قائلا: المجد للنساء، موضحا أن «ثلج القاهرة» رواية مبدعة لكاتبة مبدعة، وأنها تقتفى منطقة غامضة وواضحة فى نفس الوقت، وأن الكاتبة نجحت فى المزج بين الصوت الفردى والصوت الجماعى، بين الشخصى والعام، بين المتاح القريب والنائى الذى لا يمكن بلوغه أبدا، بين الألم الموجع والمتعة المرجئة.

حمودة أوضح أن المسافة الزمنية التى تقصها الرواية والمسافة المكانية التى تدور الأحداث فى أرجائها، كل ذلك يجعل من الرواية بيتا للعالم، وأن «ثلج القاهرة» تدل على اشتغال الكاتبة على مشروعها بدأب، فهى دائما مشغولة بسؤال الإضافة، ماذا أضافت إلى ما كتبته من قبل وماذا سوف تضيف مستقبلا، مؤكدا أن الرواية لا تشبه روايات لنا عبد الرحمن السابقة، فهى كتابة جديدة متجددة دائما، وكما ابتدأ حمودة حديثه اختتمه أيضا بنفس الجملة «المجد للنساء».

حفل التوقيع اشتمل – وفى تقليد جديد- على قراءة فصول ومختارات من الرواية، استهل القراءة فى فواصل بين كلام المتحدثين، الروائى وحيد الطويلة ثم طارق إمام وسمر نور وسولاف هلال.

المترجم مصطفى محمود تحدث قائلا : إن هناك تيمة أساسية تسيطر على كتابات «لنا، وهى الانزعاج والخوف من مرور الزمن، وأن ذلك يعبر عن قلق وجودى من الموت، وإنها فى «ثلج القاهرة» اقتحمت وبجسارة ما تخاف منه وغاصت فى أعماق المجهول، فى دهاليز العقل الباطن، مختبرة معنى الحياة ومستكشفة الزمن، وأنها استطاعت التعبير عن تلك الأسئلة الوجودية فى تماسٍّ واضح مع الفلسفة والصوفية، وكانت تراهن أن منطقة العقل الباطن هى التى يتبدّى فيها الأشياء المتعلقة بالحيوات السابقة.

لنا عبد الرحمن روائية لبنانية تقيم فى القاهرة، وقد صدر لها من قبل روايات: «حدائق السراب» و«تلامس» و«أغنية لمارجريت»، كما صدر لها فى القصة القصيرة مجموعة «أوهام شرقية» و«الموتى لا يكذبون». كما حصلت «لنا» على درجة الدكتوراه من قسم اللغة العربية عن رسالتها «دلالة الجسد فى السيرة الذاتية فى الرواية النسائية، الرواية اللبنانية نموذجا».

الأديبة العراقية سولاف هلال قالت إن الرواية تتناول موضوع التقمص بأسلوب مميز، حيث تنير دواخلنا طارحة عدة حيوات مختلفة عاشتها بطلة الرواية، موضحة أن عنوان الرواية يرمز إلى التطهر ورؤية مدينة تقاوم انهيارها الحتمى.

000

** نقلا عن جريدة ( التحرير )  7/7/2013

  طاهر شرقاوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى