أوهام شرقيّة .. مدينة ضائعة ونساء معذّبات

 

 

القصص القصيرة في هذه المجموعة القصصية الأولي ” أوهام شرقية ” للبنانيّة لنا عبد الرحمن ، تسرد خسارة مدينة، ومعاناة المرأة بحثاً عن لقمة الخبز الشريفة، والحريّة، في هذا العالم المنهار والضائع.. هي قصص مآسي الحرب الأهليّة، بنتائجها الفاجعة التي دفعت ثمنها المرأة،كما هو شأن كل حرب غير عادلة، عدوانيّة، فما بالك بحرب تدمير وطن، حرب تدمير ذاتي، حرب لا يربح فيها سوي تجّار السلاح، ورؤساء الطوائف، و..أعداء الوطن؟

القّاصة البيروتيّة ترصد خواء حياة بطلات قصصها، وهنّ نساء واقعيّات، يطمحن أن يتعلّمن ليتحررن، ويعملن، ويخترن أزواجاً لا يضعون الحواجز في طرقهن، ويحرمونهن من حريّتهن (المشروعة)،متعلّمات يدفعن ضريبةً ثقيلة، أو أنصاف متعلّمات، لا لتقصير منهن، ولكن لقسوة ظروف الحرب، وجهل المتحكّم الذي هو غالباً زوج أناني، عدواني، يري في الزوجة ملبيّة حاجات جسدية، والقيام علي الخدمة، وكي يصون امتيازه فإنه يحرمها من إكمال تعليمها.

في قصّة (ثلاث ساعات قبل الرحيل)، نقرأ حكاية حب انهار بسبب الحرب، حب خرّبته الحرب الأهليّة فضاع مع ضياع مدينة كانت تفيض بالحياة، وتعد بالحريّة، وتنفتح علي مستقبل مغاير.. الفتاة تبحث عن صديقها لتودّعه، فهي تهرب بنفسها نجاة من حرب مجنونة، والصديق لا عنوان له، فهو دائب الحركة، ذلك أنه ما زال مؤمناً ببيروت، وبعروبة لبنان، وبالمقاومة، وبفلسطين .. الفتاة تضع حول عنقها قلادة ذهبية تزينها خارطة فلسطين، وهي في سعيها لوداع الحبيب، تتعرض في الثلاث ساعات الأخيرة قبل رحيلها عن مدينتها،للسرقة من طفل متشرّد، وللنصب من بصّارة ، و.. لا تجد من تحب، وفي النهاية لا يكون أمامها سوي خلع (فلسطين) من حول عنقها وتقديمها لوكيلة البصّارة، كي تنجو بنفسها، وتلحق بالطائرة المتجهة إلي باريس!

كأنما تقول هذه القصّة: فلسطين لا تقبل أن تكون مجرّد حلية حول العنق، فهي إمّا قضيّة يضحّي من أجلها، أو يخلعها من يتزيّن بها، ومن يرحل من الميدان..  الحبيب لا نعرفه، ولكننا نتعرّف به من خلال هجس الحبيبة به، فهي في بحثها المحموم عنه، تعرّفنا بفكره، وأخلاقياته، ومصداقية حياته.

(بطلة) القصّة لا يمكن أن تلام علي (هربها) من بيروت، فهي بلا سند، بلا حول، في مدينة تنهار، رغم وجود أمثال حبيبها الشجعان (الدونكيشوتيين)، الهاتفين بالشعارات في قاع المدينة المهدّمة، لم تعد قادرة علي التحمّل والتماسك، فالمدينة باتت مسرحاً للصوص، والبصّارات اللواتي صارت بيوتهن (عيادات) تمنح الوصفات، وتهدئ المخاوف، وتبيع الأمل الخلّب، في مدينة موت ورعب.

 

بطلة بلا بطولة

ثلاث ساعات هي انسياب قصصي، البطلة فيها بلا بطولة، والحوادث الصغيرة لا تغيّر شيئاً في نفسيتها، وقرارها بالنجاة بالنفس، أو الهرب ، إذا كانت (بطلة) ثلاث ساعات، قد هربت، فإن بطلة (المعبر) تعود من باريس، ولكن بعد تجربة الغربة، والضياع، واللاتلاؤم، وسيطرة (الماضي) علي أيّامها، فالحبيب الذي بقي في بيروت، وبيروت نفسها، يشدّانها للعودة، وكشف الحساب، ذلك أن حّل (الهرب) لم يكن حلاً حاسماً، لأنه حّل مفتعل، هروبي، حل خطأ.. خسرت شقيقها، ورحلت، وفي باريس تزوّجت من فرنسي، وحاولت أن تنسي الحبيب، الذي هو من بيروت الشرقيّة ـ مسيحي ـ ولكنها تبحث عنه، تتصل به، ويلتقيان.. نسمع صوت البطلة الداخلي، بوحها: عدت إلي بيروت، إلي تلك العاصمة التعسة التي أخذت منّي كلّ شيء، ولم تمنحني سوي تأشيرة مغادرة إلي فرنسا. لقائي مع (البرتو) بعد أشهر من وصولي إلي باريس، ثمّ زواجنا، خفّف عنّي لوعة رحيل (سامي)، وموت أمّي حسرةً علي فقده.. .

الماضي، بيروت، الحبيب هناك في بيروت، قبر سامي الشقيق الذي سرقت حياته رصاصة، وموت الأم ـ كما هو شأن كلّ أم تذوب حسرة علي رحيل وحيدها ـ شدّتها وأعادتها إلي الوطن لتستأنف الحياة.

في هذه القصّة تلجأ الكاتبة إلي السرد بصوتين: صوت الفتاة العائدة، وصوت حبيبها المقيم في بيروت، وبهذا تنقذ القصّة من الإملال والبطء، وتمنحها حيويّةً، وتعطي للحبيب فرصة أن يروي من زاوية أخري، فيتعرّف إليه القارئ بصوته، برؤيته، لا من منظور حبيبته (العائدة)، القلقة، المرتبكة الحياة، المسكونة بموت الأخ، والأم، ومتاعب الغربة.

بين الحبيبين (معبر) يصعب عبوره، فهما من طائفتين مختلفتين، وهنا تكون القصّة مطروقة، ولكن القاصة تمتلك القدرة والبراعة التي تنقذ القصّة من الميلودراما.

مشاعر انسانية   لقد كتب صديقي الروائي  القدير ياسين رفاعيّة رواية بعنوان (الممّر)، وهي حكاية حب بين مسلم ومسيحيّة، والرواية غنيّة بالمشاعر الإنسانيّة العميقة، وقد حدث في الواقع كثير مثلها، وأذكّر بأنني رويت في كتابي (آه يا بيروت) حكاية حب بين فتاة فلسطينيّة وشاب لبناني ماروني، تلك الفتاة (لينا) كانت لا تكّف عن سؤالي طيلة فترة الحرب عام 82 نفس السؤال، متلّهفة علي مجيء حبيبها من باريس حيث كان يكمل تعليمه الأكاديمي : متي سيفتح المطار؟

وقد علمت أنهما التقيا، وتزوجا، وأنجبا.. ولكن الحكايات الورديّة النهاية لا تتحقّــق في الواقــع دائماً، ولذا فإننا نقرأ قصصاً تقطر حزناً، وتفيض دموعاً وآهات، لأنها ليست قصصاً سهلة، هذه القصص التي ترويها لنا عبد الرحمن، بتعقيداتها، ووجعها، ودراميتها، وعمق الألم فيها.

مرام التي تزوّجت من فرنسي زواجاً اضطراريّاً، لم تستقّر في باريس، ولم يمنحها الزواج مرفأ أمان وطمأنينة، فعادت إلي (مدينتها) والتقت بالحبيب القديم، لتعيش حياة الخطر في المعبر ، تتساءل:

ـ إلي متي سأظّل أسيرة معبر الانتظار والخوف؟

المعبر هنا لم يعد مجرّد بوّابة بين بيروت الشرقيّة (المسيحيّة) وبيروت الغربيّة (المسلمة)، ولكنه معبر البطلة من حياة مرتبكة، بلا قرار، ولا معني، إلي حياة لها معني، حياة قرار يقود إلي الاستقرار، فهي لن تستمر في حالة فقدان التوازن، وخيانة ذلك الزوج الفرنسي الذي ارتبطت به كما لو أنه قشّة خلاص ليس إلاّ…

النساء في قصص لنا عبد الرحمن لسن سواسية، فوعيهن، وثقافتهن، ونفسيّاتهن، تتباين، ولذا تختلف حيواتهن، وقدراتهن علي الرفض، والتحدّي، والمقاومة.

في قصّة (امرأتان)، القسم الأول المعنون (امرأة 1) ينفتح المشهد علي زوجة وزوج، الزوج يلاطف زوجته لا حبّاً بها، ولكن لأنه يرغب في الاستمتاع بها، وهو يفعل هذا كلّما استيقظت شهوته، وخارج اللحظة العابرة، لحظة التفريغ، فإنه يعاملها كخادمة، ويريد منها طفلاً (ذكراً)، أي أنها بالنسبة له وعاء للمتعة والإنجاب:

ـ أريد طفلاً، ألا تفهمين؟

ـ ليس الآن!

هكذا زواج لا يغري بالإنجاب، فالزوجة ترغب في مواصلة دراستها، والزوج يريدها مفرخة أطفال، ووعاء متعة، وفي هذا الجو تتفاقم الكراهية والنفور.

تنفجر المناكفة بينهما ـ فلا حوار في هكذا زواج ـ وكالعادة تنهزم الزوجة التي حرمت من مواصلة دراستها الجامعيّة، وتنصرف للّم أطباق (المازة) من أمام زوجها السكيّر، وتهيئة العشاء له، قبل أن تمدد له جسدها ليستمتع به ، زوج يشرب، ويأكل، ويغتصب (المرأة) التي ابتليت به، إنها قصة زواج شرقي بكل عناصر فشله وموته، زواج غير متكافئ،  يسرق حريّة المرأة، وحقّها في التعلّم والتطوّر، والتحرر.

قصّة ما أن يقرأها رجل حسّاس، حر، عنده كرامة، حتي تطفح نفسه بالشعور بالخجل، والعار، والخوف من المستقبل لغياب المرأة، وهيمنة ثقافة الجهل والمرجلة الفارغة الاستعراضيّة الأنانيّة.

 

امتهان المرأة

تتمشّي بطلة (مرايا مكسورة) علي كورنيش البحر، مستعيدة فصول حياتها، محطّات الخزي والألم، تتكاشف مع نفسها، ومن حولها شباب وبنات يشكون الغلاء، والفساد، وانحطاط القيم.. هي ضحيّة بامتياز، فتاة طموحة، عزمت أن تتعلّم، تصير دكتورة، فصارت، ولكنها دفعت الثمن، فهي لم تكن تملك مصاريف تعليمها،ووالدها رحل وهو يردد جملته التي تختصر ما أحدثته الحرب في نفوس وسلوك الناس: الحرب غيّرت نفوس الناس… الحرب غيّرت أحوال الناس المعيشيّة، وسلوكيّاتهم، هدّمت، ودمّرت. وهي واحدة من الذين حطّمت هذه الحرب المجنونة طموحاتهم.

اسمها (غني) و(قوت القلوب) ووالدها (مالك الذهبي)، والدكتورة غني احتاجت للمال لتكمل تعليمها، وتحقق الحلم بأن تصير دكتورة، وهي استجابت لنزوات شخصيات شاذة منحطّة استغلّت حاجتها للمال. بعد موت الأب وقعت عليها هموم إعالة الأسرة: الأم وطفلين.. الأب كان صانع حلوي، وبعد رحيله اقترحت الابنة بروح كفاحية استئناف صناعة الحلوي. ذهبت إلي من كان الأب يزوّده بالحلويات ، فأبدي لامبالاة بالحلوي بعد رحيل الصانع، ثمّ أخذ يغوي البنت، فاستجابت له، مطمئنة النفس أنه عاجز، وأنه لا يملك القدرة علي التمادي معها.

اكتفي العجوز بالنظر، واللمس، والمداعبة، ثمّ قدّمها لمدير مستشفي عجوز، فقدّمها لصديق ثري شاذ، والذي بدوره دفعها لتكون من (جواري) إبنه الذي استخدمها في صفقاته التجاريّة، وكّل هذا لتتدبّر مصاريف تعليمها وتحقيق ومساعدة أسرتها!.

تنتهي القصّة بمرثيّة للشرف، والطموح، والأمل المرتجي: تطلعت إلي الأفق البعيد، رأت زيّها الطبّي يتمزّق، إلي قطع متفرّقة في الفضاء، ثمّ يتجمّع ويتلملم ليتحوّل إلي كفن أبيض.. ما إن نفرغ من قراءة قصّة (امرأة فاضلة) حتي يلح علينا السؤال: من الذي سقط، وفقد شرفه، المعلّمة التي اضطرّت تحت ضغط الظروف والحاجة، وابتزاز مدير المدرسة العجوز، أم الأساتذة، والمعلّمات، الذين يفترض أن يعرفوا أن (المعلّمة) لم تتبوّأ موقعها كنائبة للمدير، بجهدها، وإنما بمنح جسدها لعجوز بلا أخلاق، والذين صمتوا جميعاً علي السقوط؟!

امرأة تربّي طفلين، وأب سكّير لا مبال يغّط في النوم، أو يغرق في السكر، ومدير مدرسة يراود (المعلّمة) التي لا تحمل سوي الشهادة الثانوية في بلد لا يجد فيه الجامعيون عملاً، و..زملاء وزميلات كل واحد منهم لا يسأل سوي عن مصلحته، وتدبير عيشه!.

المرأة هنا ضحيّة، والشهود ساكتون، والمبتز الجاهل يسرق شرف امرأة مكافحة، انتهي بها الأمر أن تتخلّي عن (شرفها) لتعيّش طفليها، ملبية رغبات عجوز ماجن.

ربّما يقال: كان عليها أن تبحث عن وسيلة عيش شريفة، وهذا صحيح، ولكن القاصة هدفت من قصّتها أن تفضح (عجز) الشهود، لا سقوط الضحيّة، البيئة والمجتمع، لا الفرد العاجز. المرأة ليست دائماً قويّة، فهي تتنازل أحياناً، وتختصر الطريق، ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن (المجتمع) بالشروط المجحفة التي تسود هو الجاني، وهو الذي يدفع ثمن النفاق، والجبن، والتقاعس عن قول الحقيقة، وفضح الانتهازية والفساد، في نهاية المطاف.

 

فانتازيا الموت

أوّل ما يخطر ببالنا كقرّاء، عند قراءتنا لقصّة، أو رواية، أو كتاب يصف عالم الموت، أننا نحكم علي ما نقرأ بأنه غير صحيح، أو بعيداً عن اللباقة والمصطلحات: كذب، ولعلّنا نقول: مجرّد تخيّل، أو توهّم، إذ لا أحد خبر الموت، ذهب فيه وعاد منه ليخبرنا، ومع ذلك فقد نقرأ قصصاً عن الموت تعجبنا، والسبب أنها تقنعنا ب(توهّم) التجربة.

في ( أوهام شرقيّة ) قصتان مباشرتان عن الموت، واحدة ربّما توهمها بطلها، والثانيّة تقمّص لحالة الموت، القصّة الأولي هي بمثابة لمعة في نفس بطلها السكّير، في لحظة هذيان كحولي، ورغبة التخلّص من أعباء الأسرة، وهمومها.(لا يجب أن تغيب الحرب الأهليّة اللبنانيّة عن بالنا).

بطل القصّة يناجي الموت، يتمنّي لو يموت، ليتخلّص من عذابه اليومي، عذاب معاناة أسرته الصغيرة، زوجته وطفله، شقاء عدم توفّر العمل والأمان : أيها الموت تعال…

يظهر له رجل غامض:

ـ سمعتك تناديني فأتيت…

وإذ يبدي السكّير دهشته، يجيبه الرجل الغامض الذي هو ملاك الموت:

ـ كنت في طريقي لأقبض إحدي الأرواح الطيّبة، فسمعتك تناديني، فجئت إليك لآخذك معي.

هنا يخاف الرجل، ويتذكّر زوجته، وطفله، فلا أحد لهم سواه، ولذا… يتركه ملاك الموت ويمضي في شأنه، ولكن القصّة تنتهي بورقة يتركها (رجل) مجهول، مكتوب عليها: سأعود إليك مرّةً أخري…

القصّة الثانية هي (سفر)، وهي قصّة ناعمة، مناجاة، فالفتاة (ماري) تنام نوماً عميقاً، وأمها تستعوقها فتحاول إيقاظها، لكن البنت لا تستجيب، وهذا ما يحرك مخاوف الأم، التي تفزع إلي زوجها مستغيثة به.. البنت الميتة هي التي تسرد الحدث، فهي مندهشة من قلق أمّها، ومن تجمّع الجيران، ومن الصراخ.. عوض بسلامتكم هي العبارة التي تتردّد، والبنت تدهش لأن هذا يعني أن أحداً ما في هذا البيت قد مات.. بنت، وهي تصغي للحوار بين الأب، والأم، و(الراهب)، تبدأ في التخمين بأنها هي التي ربّما تكون قد ماتت.

تتساءل: كيف أكون رحلت وأنا أفكّر؟ وهنا ترد عبارات فلسفيّة مشهورة عن (ديكارت) وابن سينا…

تقفل الكاتبة قصّتها ببراعة (مراوغة)، بحيث تقنعنا بأن القص ليس علي لسان ميتة:

غريب..أنا لا أحّس بشيء البتة.. أتراني لا أزال نائمة؟ ربّما.. ربّما .. هل الموت حلم؟ أتبقي أرواحنا في حالة حلم جميل، بعد خروجها من أجسادنا؟!

قصّة شفّافة، رقيقة، وحزينة، ولكنها (مفهومة)، فكاتبتها من جيل الحرب الأهليّة التي سرقت الحياة من المدينة، والوطن، ومن أجيال عاشت المذابح، والقتل الوحشي، والكراهيّة، والخراب.

في قصص (أوهام شرقيّة) لا توجد قصّة بهذا العنوان، ولكن الأوهام الشرقيّة مبثوثة في كل القصص، وضحايا الوهم والأوهام هنّ النساء، وفي مجتمع تستباح فيه المرأة وتتحوّل إلي وسيلة متعة، في مجتمع يقتتل طائفيّاً وغريزيّاً، يموت الحب، ولا تكون الحياة سوي سلسلة أوهام بدون الحب، بدون المرأة التي تينع، وتخضّر، وتنتج، وتعطي في مجتمع معافي، تسوده قيم إنسانيّة رفيعة تمنح الحب أرضاً مخصبة… قصص لنا عبد الرحمن هي قصص المرأة في شروط اجتماعية مجحفة، والرجل كضحيّة حتي وهو جلاّد أحياناً، هي قصص من داخل الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان، وما زالت تتهدد أجياله، هي قصص رجال يسكرون هرباً من أعباء أسرهم، يتمنّون الموت، ونساء يكافحن لإنقاذ أسرهن، ويحاولن التشبّث بشرفهن في مسلخ حياة كل شيء فيها يذبح.

* جريدة الوطن العمانية – يونيو 2006

  رشاد أبو شاور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى