تناقضات أحمد زكي في “موعد على العشاء” و “زوجة رجل مهم”
حين تلقيت الدعوة للكتابة عن أحمد زكي، فرحت للوهلة الأولى إذ لطالما وددت الكتابة عن فيلمين له أفضلهما عن بقية أعماله، لكن بعد لحظات، فكرت ما الذي يمكن قوله عن عملين مضى على عرضهما زمن لا يستهان به ؟ لكن من زاوية أخرى لطالما فكرتُ أن العمل الفني الجيد والذي تحول إلى جزء من كلاسيكيات السينما العربية، يحمل في بواطنه ما يمكن الحديث عنه، في أي زمان.
اخترت الحديث عن عملين لأحمد زكي هما “موعد على العشاء”، و “زوجة رجل مهم” وكلاهما من إخراج محمد خان، رغم أن أحمد زكي يؤدي فيهما دورين متناقضين تماما، وهنا يكمن الابداع والتفرد سواء في تمثيل أحمد زكي، أو في براعة المخرج محمد خان وإدراكه لإمكانيات هذا الفنان الهائلة لآداء أكثر الأدوار تركيبا ، ولن يكون الهدف من تناول العملين إعادة سرد الحكاية، بل تقديمها فقط للإضاءة على محور العمل وقضيته، ثم التوقف أمام المشاهد المهمة في العمل التي قام أحمد زكي بتأديتها.
موعد على العشاء
قدم محمد خان فيلم “موعد على العشاء” الذي قام بكتابة قصته عام 1981،والسيناريو والحوار لبشير الديك، ويتشارك البطولة كل من حسين فهمي وسعاد حسني وأحمد زكي وزوزو ماضي.
لا تبدو القصة في هذا الفيلم هي المحور الرئيسي، رغم الأحداث المعقدة التي تنتهي بموت الأبطال الثلاث ( عزت- شكري- نوال) فالقصة في جزء منها قابلة للحدوث في كل زمان ومكان، وجود زوجة تعيش حياة تعسة مع رجل ثري، هذا الجزء يتشابه مع كثير من القصص، لكن البطولة في هذا العمل حقا تكمن في التفاصيل الصغيرة والمشاعر العميقة للأبطال في كل وجوهها وتقلباتها، في الأداء الحساس والتلقائي، في التفاني للتواصل مع الحس الباطني الموغل في التواري، بالنسبة لأداء أحمد زكي وسعاد حسني وزوز ماضي التي تقوم بدور الأم ، رغم أن ظهور أحمد زكي – على أهميته- يتأخر حتى الثلث الأول من الفيلم.
يبدأ فيلم “موعد على العشاء” بصورة زفاف عزت (حسين فهمي) ونوال (سعادحسني) ولا تلبث أن تصبح الصورة مقلوبة مما يسبب ارتباكا للمشاهد، الصورة المقلوبة هنا هي تلك النبؤة التي تحملها الأساطير القديمة بأن ثمة ما سيحدث وعلينا قبوله.
في الليل تتظاهر نوال بالنوم حين يعود زوجها متأخرا، ولا ترد عليه حين يسألها : ” إنت نايمة”، يستنتج المُشاهد طبيعة علاقتهما، كما تتضح هذه العلاقة بشكل أوضح في اليوم الثاني صباحا على مائدة الإفطار، وعزت يمتدح شركائه الأجانب وعدم اكتراثهم بالمشاعر بل تكريسهم الحياة للعمل حتى لو اضطروا إلى وضع أبنائهم في مدرسة داخلية.. الجملة التي تقولها نوال لزوجها عن حاجتها للكلام معه في أمر هام، تظل معلقة في الفراغ، ولا تلقى ردا لأن زوجها رجل أعمال مشغول وليس لديه وقت للتعامل مع هذه التفاصيل الصغيرة.
في مشهد لاحق، يُعتبر من أهم المشاهد الكاشفة لتركيبة هذا الفيلم ولشخصية نوال ، ولما ستمضي إليه اختياراتها في الحياة، حين تنهار من البكاء عقب زيارتها للمزاد برفقة صديقاتها الثلاث ، ورغم أنها لا تأبه بالمزادات ولا تستمتع بها إلا أن لوحة لطفلة تمضي في طريق برفقة رجل كبير ربما يكون والدها أو جدها، تجذب اهتمام نوال، وتحس أنها ترى حياتها معكوسة في هذه اللوحة؛في المقابل يظهر رجل سمج اتخذ منه خان نموذجا لتصوير رؤية الرجل للمرأة، ينافس على شراء اللوحة وهو يقزقز اللب ويرميه على الأرض، ويكون هاجسه كله شراء اللوحة فقط كي لا يترك نوال تحقق حلمها ، لا يمكن إغفال هذا المشهد أبدا، إذ تنبني عليه دائرة العلاقات التي تحكم العمل، زوجها عزت ليس فردا واحدا، بل هو نموذج متكرر، وهي تدرك هذا في أعماقها، وتبكي من شدة احساسها بالعجز عن مقاومة هذه النماذج التي تسلبها حياتها، والأشياء التي تحبها.
المشهد اللاحق في حوار الطبيبة النسائية مع نوال وقولها لها أن سبب عدم الانجاب هو سبب نفسي،بدا مفتعلا إذ كان يكفي أن تقول لها أنه ليس لديها أي مانع صحي يحول دون الحمل ، لكن بدا هذا المشهد أيضا يعزز الفكرة المراد إيصالها منذ البدء، وجود خلل ما في علاقة نوال بزوجها، رغم حياتها المرفهة، إلا أنها ببساطة لم تتمكن من أن تكون سعيدة برفقة رجل يرى أن العواطف لا مكان لها في حياته. يتصاعد التأكيد على هذه المشاهد في اللقطة التي تتشارك فيها نوال المصعد مع مجموعة من الرجال، الذين يزدحمون حولها حتى تكاد تشعر بالاختناق، وبالكاد تتمكن من العبور بينهم حين تريد المغادرة وهي تمد يدها الصغيرة لتشق طريقها نحو الباب إلى مكتب زوجها كي تطلب منه الطلاق، لكنها لا تجده، وتتجه فورا بعد حوار مقتضب مع السكرتيرة التي تؤكد لها أنه ربما يكون موجودا في المطعم المعتاد، هناك تجده برفقة أخرى، ولا تستغرب حيث يبدو أنه حدث متكرر في حياتهما، وفي هذا المشهد تواجه نوال عزت برغبتها في الطلاق.
تحدث المشاهد الأولى المهمة في حياة نوال خلال نهار واحد، المزاد، زيارة الطبيبة، لقائها مع أمها التي تحرضها على الانجاب، ثم مواجهتها لزوجها ، لكن لحظة التحول تحدث حين تقوم نوال بنزع صورة الزفاف عن الحائط، وقدوم أمها لتعود وتعلقها مرة أخرى، ثم تصفع نوال بعد أن قالت لها : “ماما مش ممكن تحبيني أكتر من الفلوس”.
المجتمع الذي يحيط بنوال هم : زوجها، وأمها، وصديقاتها، وهؤلاء جميعا يتبنون نفس القيم المادية التي تُعلي من قيمة المال على أي شيء آخر.. تقف نوال وهي الرقيقة الحالمة المتطلعة لعلاقة حب حقيقية، وحيدة على جزيرة منفصلة ليس معها أحد، ليس لها من تشكو له، وليس لها من يحن عليها ويقدم لها لمسة دافئة من دون سبب، لذا سيكون من الطبيعي أن تستقبل النموذج الذي يمثله شكري( أحمد زكي)، بتعطش شديد، لأنه يُحاكي ذاتها الداخلية ، فالمشهد الأول الذي يظهر فيه أحمد زكي هو الذي يلي ليلة الاغتصاب التي تتعرض له نوال من قبل زوجها. شكري يصفف شعر نوال، وصورتها تنعكس على المرآة وهي تبكي، ولعله ليس من المألوف بالنسبة له أن يزين شعر امرأة وهي تذرف الدموع بغزارة! يقف شكري في منتصف الصالون على ملامحه حيرة وتساؤل، يراقب نوال وهي تبتعد.
في مشهد آخر تمضي فيه نوال نحو البحر عقب طلاقها، يتلوه المشهد الذي تبدأ فيه بالتعلم على الآلة الكاتبة، سعيا وراء تحررها الكامل في حصولها على عمل في مكتب محام عجوز ، تستعيد نوال ذاتها بعد الانفصال، تعمل، وتتحسن علاقتها مع والدتها، وتحس بحريتها الغائبة عنها منذ وعت الحياة.
في حدث دراماتيكي تموت والدة نوال في صالون التزيين، وشكري يصفف شعرها في يوم زفافها، لا يستطيع قلبها تحمل الفرحة، فيتوقف عن العمل. في مشهد مؤثر لاحق يجمع الأبطال الثلاث ( عزت ونوال وشكري ) يأتي الأخير إلى منزل الأم ليقدم واجب العزاء لنوال، هناك يجلس عزت وصديقات نوال ويحاولن اصلاح ما أفسده طلاق عزت ونوال، لكن شكري يدخل وينقطع الكلام. ربما للوهلة الأولى يتخيل المشاهد أن نوال بعد بقائها وحيدة ربما تستسلم لضغوط صديقاتها وزوجها الراغب في عودتها إلى عصمته، لكن هذا لا يحدث، تكتب نوال لأخيها مدحت تشكو له من اضطرابها وضغوط من حولها للرجوع إلى زوجها، لكنها تقول ” لو رجعت له يا مدحت حبقى مجرمة في حق نفسي”، بعد هذه الجملة الحاسمة يقرع شكري الباب، وتجد نوال نفسها في مواجهة جديدة معه، ليعيد لها المرآة التي نسيتها في صالون التجميل، وتمثل عودة المرآة هنا دلالة رمزية لا أدري إن كانت مقصودة من خان، في أن شكري هو القادم ليعيد إليها مرآتها التي سترى فيها ذاتها الحقيقية.
يؤدي أحمد زكي في دور شكري النموذج المعارض لشخصية عزت أبو الروس رجل الأعمال المتعجرف والقاسي، في مواجهة فنان ترك الرسم ويعمل في صالون تزيين للنساء، ويهتم بالتفاصيل الصغيرة التي لا يمكن للآخر أن يراها، بداية من زيارة نوال واحضار شوكولاته لها، ثم تغييره لتسريحتها وهما في السيارة، مشاهد متتالية تبدأ في رصف العلاقة بينهما التي ستطرح شكلا مغايرا لكل ما عرفته نوال من قبل في علاقتها مع الرجل.
لعل الكلمة الأساسية في وصف شخصية أحمد زكي (شكري)، في هذا العمل تكمن في البساطة والتلقائية الشديدة في الآداء، ليس ثمة تكلف مطلقا، بل سلوك طبيعي لشاب بسيط تشكلت علاقته مع الحياة من زاوية الحلم المكسور، لكنه لم يستسلم، ولم يمس التطلع المادي روحه، فلا يرضخ للاستسلام في العمل كرسام مقلد للوحات الفاكهة والأشجار، ولوحات غرف النوم، بل يقول لنوال بوضح ” أنا ما اعرفش أرسم إلا إللي حاسس فيه” ثم يعقب كلامه بجملة ” على فكرة أنا رسمتك ” تمثل هذه الجملة لحظة تحول فارقة في علاقتهما، تتلوها جملة ” خلي الابتسامة دي على وشك على طول”، أو في نزهاتتهما معا في الشارع وشراء الخضار، وفي ضحكاتهما المشتركة.
زوجة رجل مهم
وإذا كان المُشاهد قد تعاطف مع أحمد زكي في “موعد على العشاء” لتقديمه النموذج الحساس والصادق، فإن دوره في ” زوجة رجل مهم”، يمكن القول أنه النقيض تماما.
يستمد فيلم ” زوجة رجل مهم”، أهميته لطرحه أكثر من قضية شائكة، سواء على مستوى الجمعي أو الفردي، ويتداخل فيه السياسي بالشخصي في تشابك لا يمكن فصله. قدم المخرج محمد خان هذا العمل عام 1988 ، وطرح عبره مفهوم علاقة السلطة بالسلطة، وعلاقة السلطة بالفرد، مع التورط بتقديم رؤيته للأفراد من النواحي الاجتماعية والنفسية في لحظات قوتهم وضعفهم.
يؤدي أحمد زكي دور هشام، وهو ضابط شرطة، مفتون بمهنته ويرى أنها تعادل وجوده ككل، لذا يخمن أنه يستطيع تحقيق أي مراد يسعى إليه عبرها، وهذا صحيح إلى حد كبير إذ أنه من خلال مزيج من السلطة والرهبة يهيمن على أحداث كثيرة لحيوات أشخاص في دائرته الصغرى والكبرى.. المشهد الأول في الفيلم بالأبيض والأسود ويعود إلى عام 1962، ومنى ( ميرفت أمين) شابة على عتبة المراهقة تركض في الشارع عائدة من المدرسة لتذهب إلى السينما كي تشاهد فيلم ” بنات اليوم ” لعبد الحليم حافظ، تنساب مقدمة أغنية “أهواك” ثم صوت العندليب، ومنى برفقة صديقتها تهيمان في عالمهما الخاص.تراقب منى فنانها المفضل وتسيل من عينيها الدموع. تحدث القفزة الزمنية الثانية إلى عام 1975 ومنى تستمع إلى العندليب يغني في حفلة شم النسيم أغنية أهواك أيضا.
أول ظهور لأحمد زكي في الفيلم في دكان “عم بشارة” يشاهد منى وهي قادمة بسرعة لتشتري شريط كاسيت فارغ كي تسجل عليه حفلة عبد الحليم من التلفزيون، ومن خلال الحوار البسيط الذي يديره الضابط هشام مع صاحب الدكان في سؤاله عن هوية منى، من تكون؟ وابنة من ؟ يدرك المشاهد إلى أي نموذج من الشخصيات ينتمي، خاصة بعد رده الساخر: ” بتحصل حاجات كتير في البلد دي مانعرفهاش”. تتابع المشاهد لتقدم شخصية هشام وحصاره لمنى، ثم حديثه معها في أول لقاء عن حلمه القديم بأن يكون ضابطا ، تجسد منى نموذج فتاة السبعينات الساذجة التي تنبهر بشخصية العريس ، فكيف يكون الحال إن كان عريسا ذا نفوذ. يُشبه هشام حالته في الشوق لمنى بأنه ” مثل المتهم حيودي نفسه بستين داهية” ترد منى باستنكار ” داهية؟”، فيستدرك هشام ما قاله مصححا: ” أنا مش عارف أعبر إنك وحشتيني”، ثم الجملة التي تعري شخصيته : “نفسي أوصلك بأسرع طريقة”..
لكنه يتمكن من اقناع “منى” بالزواج منه،والانتقال معه من المنيا إلى القاهرة .. العلاقة بين منى وهشام مركبة، وتتسم بعدة تفاصيل أهمها سيطرة هشام المطلقة على حياة زوجته، استسلام منى لهذه السيطرة رغم اعتراضها وتذمرها في كثير من الأوقات، وإدراكها في العمق أنها غير سعيدة لأن زوجها في المقام الأول والأخير يفضل كينونته السلطوية على علاقته بها، وهذا يتضح في التعامل معها كشيء ينبغي أن يرضخ لأوامره وتعليماته.
تختلف شخصية منى في “زوجة رجل مهم”، عن شخصية نوال في ” موعد على العشاء” لا تنصاع نوال لهيمنة زوجها عزت أبو الرووس ، تتملص من هذه السلطة بكل الطرق الممكنة، تتناول حبوب منع الحمل سرا لإدراكها أنها لا تريد انجاب طفل منه ، في حين أن منى تحاول أن ترضي زوجها بشتى الطرق، رغم أن كلتيهما بعد زواجها فقدت شخصيتها وهويتها وكيانها كامرأة وإنسانة، ورغم أن شخصية ” هشام” غير بعيدة تماما عن شخصية “عزت”، في أحد المشاهد الذي يُقدم جنازة عبد الحليم حافظ، وحزن منى الشديد وبكائها، يرد عليها هشام بنوع من السخرية : ” كل ده علشان مغنواتي”، هو أيضا لا يدرك ولا يتقبل في داخله أن تولي زوجته مسألة المشاعر هذا القدر من الأهمية. مشهد آخر يجمع بين هشام ومنى على مائدة الطعام، فتبادره منى بالسؤال عن رأيه بالورد الذي اشترته، فيسارع بالصراخ في وجهها بأن مشاكل العمل فوق رأسه وأن التفاصيل التافهة لن تشغل حيزا من تفكيره.
منذ المشاهد الأولى التي جمعت بين هشام ومنى،نلاحظ رغبته في الاستحواذ وممارسة تأثيره الجسدي عليها، يتكرر مشهد محاولته للمسها على شرفة بيت أهلها قبل زواجهما، وعلى سلالم الجامعة، ثم القبلة الصباحية النهمة على ذراع منى وهي نائمة، هذه السيطرة تتضح أيضا في المشهد الصباحي الذي جمع بينهما ومنى تطبع على خده قبلة امرأة تشعر بالامتنان.
***
يتناول الفيلم أيضا أحداث 18 و19 يناير عام 1977، حين خرجت مظاهرات رافقتها أعمال شغب لرفض مشروع ميزانية رفع الأسعار للعديد من المواد الأساسية، واعتبرت حينها احتجاجات ضد النظام وأطلق الرئيس أنور السادات عليها اسم “ثورة الحرامية”.. كان الضابط هشام من المكلفين بقمع هذه المظاهرات بأي ثمن، وهذا ما قام به فعلا، لكن الموازيين تختلف، فقد تمادى هشام في استخدام سلطته فتم عزله من منصبه وهذا ما لم يتمكن مطلقا من قبوله، الخروج من إطار السلطة للعيش كمواطن عادي، لذا يستمر في تمثيل عدم خروجه من المنصب.
يشترك فيلما ” موعد على العشاء”، و “زوجة رجل مهم” في تقديم نهايات مأساوية، وإن اختلف دور أحمد زكي فيهما، ففي الأول كان هو ضحية سلطة رجل أعمال يمارس القتل بسهولة في سبيل غايته، وفي الثاني كان هو القاتل حين يرفض تماما التخلي عن سلطته التي تحجمت حتى أصبحت على زوجته فقط، لذا حين تحاول منى التمرد واللجوء إلى أبيها ليحميها منه، يكون مصير الأب القتل برصاصة هشام، الذي ينتحر بدوره بعد إدراكه أنه سيظل وحيدا، وأن أحلامه بالنفوذ والسلطة قد تلاشت تماما، بل إنه سيفقد زوجته أيضا.
التوقف أمام أداء أحمد زكي في هذا العمل، يؤدي للحديث عن مرآة معكوسة عند مقارنة دوره هنا، بدوره في ” موعد على العشاء”. كان بإمكان محمد خان الذي قام بالكتابة والإخراج أن يختار أحمد زكي للقيام بدور عزت أبو الرووس، وكان سينجح في آدائه لكنه سيكرر نموذجا مشابها لدور هشام.
يحكي أحمد زكي في أحد حواراته على قناة ماسبيرو ، عن معاناته في تقديم دور الضابط هشام، وعن اضطراب جهازه العصبي خلال تقمصه لهذه الشخصية وذهابه لطبيب للجهاز الهضمي ليشكو له من تعب مزمن في القولون العصبي.وأن التصاقه بالشخصية ورؤيتها من الداخل نقلت إليه أمراض الضابط هشام. أدى أحمد زكي دور الضابط في ثلاثة أفلام هي ” الباطنية” حين كان ضابط متخفي لمراقبة تجار المخدرات، وفي فيلم ” الباشا ” وكان ضابط آداب، وفي “زوجة رجل مهم” ضابط أمن دولة.
د.لنا عبد الرحمن