مدونتي

  • ” سرمدة ” .. التاريخ من قلب الذاكرة

      “كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة، وكلما اقتربت القوانين من الثبات أصبحت غير واقعية”.. ترد مقولة آينشتاين هذه في رواية “سرمدة”، للكاتب السوري فادي عزام، الصادرة عن دار “ثقافة” بأبو ظبي. حكايات كثيرة، ومرويات، وقصص غامضة خرافية وحقيقية، تنسال من ذاكرة “سرمدة”. ومنذ الفصل الأول – الذي حمل اسم “عزة” – يتضح للقارئ أن اسم “سرمدة” الذي حمل عنوان الرواية هو اسم بلدة سورية في “حوران”.. “سرمدة” التي يطلق عليها ألقابٌ كثيرة؛ منها: “أم الشجر”، و”تل الريح”،…

    اقرأ المزيد
  • تفاصيل أنثوية في”سحر التركوا”

      في عملها الروائي الثالث “سحر التركواز”، بعد “جدار أخير” و”مقعد أخير في قاعة إيوارت”، تنسج الكاتبة المصرية مي خالد تفاصيل أنثوية عبر تداعي الذاكرة بين بطلتيها “ليلى ونيرفانا”.. تروي الكاتبة حكاية البطلتين في تواتر سردي، حيث تقوم كل واحدة بسرد أحداث من حياتها تتشابك وتتلامس مع حياة الأخرى ضمن سعي النص لإثبات حالة تشابه سيكولوجي بينهما. نيرفانا أو نونو كما يرد اسمها في الرواية هي عمة ليلى. ليلى التي تبدأ عملية السرد معها، وتعلن منذ البداية عن دخول عمتها…

    اقرأ المزيد
  • سطوة الذاكرة النازفة.. في ” قلب مفتوح”

      كيف يمكن للجسد الممدد على سرير المرض استعادة نكهة قطعة خبز حلو تشبه قمرا صغيرا؟ ذكريات متنوعة، تمزج بين طعم النبيذ، ونكهة الخبز المقدس، ورائحة البيت القديم، وعذوبة الحب الأول، وآلام الجسد المريض، ثم هواجس الكتابة والموت، تلتقي كلها في نص “قلب مفتوح”؛ للشاعر عبده وازن، الذي يروي تجربته مع المرض، في نص استرجاعي تأملي؛ ينتمي شكلا لأدب السيرة الذاتية، ويستعين بالتقنيات الروائية، وأدب الاعترافات. وإن كان الشاعر لا يضع على غلاف الكتاب كلمة “سيرة”، أو “رواية”، إلا أنه…

    اقرأ المزيد
  • كيف تعمل الرائحة .. وكيف تؤثر فينا ؟

      “للروائح قوّة إقناع أكثر من الكلمات أو التعبير الصريح عن المشاعر. كما أن القدرة الاقناعية للعطر لا يمكن مقاومتها. إنها تنفذ إلى دواخلنا مثلما ينفذ الهواء إلى الرئتين فيملأهما”. (باتريك زوسكيند) في قصص الأطفال الخرافية، يتبين لنا أن الوحش عرف بوجود الشاطر حسن، بسبب رائحة كائن بشري تخفيه ست الحسن في مكان ما. فهل صحيح أن للرائحة هذا الأثر القوي الذي تدل على وجود الشخص، بحيث نتمكن من التمييز في حال وجوده وغيابه. وفي دراسة حديثة لعلماء نفس صينــيين…

    اقرأ المزيد
  • “ليزا والجسد السماوي” .. تفاصيل الحياة والجسد

        تنتمي الكاتبة الألمانية “زلك شيرمن” إلى الجيل الجديد من الكتاب، فهي من مواليد 1973عاشت في مدينة فرانكفورت، ودرست العلوم المسرحية والأدبية، نشرت عدة قصائد ومجموعات قصصية، هذا بالإضافة لتجاربها في كتابة الرواية. في مجموعتها القصصية “ليزا والجسد السماوي” الصادرة عن دار قدمس في دمشق، يحضر الخيال الخصب والمتداخل الذي يميز كتابة “شيرمن” مما يضفي عنصر الإثارة على قصصها؛ لأنها قادرة على البوح عن مكنونات الحب وحياة الجسد، بنبرة هامسة لكنها تضج ببوح حميم يهدف إلى الكشف عن عوالم…

    اقرأ المزيد
  • هاروكي موراكامي في روايته “سبوتنيك الحبيبة”

      “المهم ليس الأشياء الكبيرة التي فكر بها الآخرون، بل الأشياء الصغيرة التي فكرت بها أنت”.. هذه العبارة المأخوذة من رواية “سبوتنيك الحبيبة” لهاروكي موراكامي تبدو حكمة أساسية يتكئ عليها هذا الكاتب الياباني في غالبية رواياته. إنها الرواية الرابعة المنقولة إلي اللغة العربية بعد “الغابة النروجية” و”جنوب الحدود غرب الشمس” و”كافكا على الشاطئ” حيث يسير موراكامي على ذات النهج في الكتابة مستندا إلى لغة بسيطة وموضوعات تبدو في ظاهرها عادية لكنها تتقاطع مع قضايا شائكة وافتراضات كونية غامضة تبحث عن…

    اقرأ المزيد
  • مطبخ الحب.. كتابة الألم بنكهات لاذعة

      لعل أكثر ما يلفت الانتباه في رواية “مطبخ الحب” للكاتب المغربي عبد العزيز الراشدي، هي قدرة المؤلف على استدراج قارئه لمتابعة أحداث الرواية. إذ يبدو من الوهلة الأولى للقراءة أن الرواية تعني بشكل مباشر بمشاكل الجيل الشاب في المغرب، ومصير العلاقات المتداخلة بين الحب والجسد، والرغبة والخوف. لكن مع تتالي الصفحات يتضح أكثر أن الوقائع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفقر وتقييد الحريات الفردية، وثقل الحياة العصرية المرهونة للمال في ألفية القرن الواحد والعشرين، كلها قضايا خيمت بظلالها على بنية النص،…

    اقرأ المزيد
  • « كوكب عنبر»..صورة عن ثقافة تواجه موتها

      في عالـــم روائي يبدو للوهلة الأولى محصوراً ضمن جدران مكتبة قديمة، يخوض الكاتب المصري محـــمد ربيع تجربته الروائية الأولى « كوكب عنبر». وانطـــــلاقاً من غلاف الرواية وعنوانها، يتنبه القارئ إلـــى خصوصيـــة الـــرواية التــــي تتخذ من فعــــل القراءة دلالات موحية ترتبط بالأشخاص والحكايات والأزمنة. بعد صفحات قليلة من الرواية نكتشف أن سبب وجود مكتبة كوكب عنبر، هو قصة حب بين رجل ثري وامرأة تحمل هذا الاسم. امرأة فقيرة معدمة عاشت في زمن الشاعر أحمد شوقي، أحبها شاب ثري بعد أن…

    اقرأ المزيد
  • الروائي وشخوصه في رحلة البحث عن الوجود

      في موازاة الأسطورة اليونانية التي تحكي عن الملك والنحات البارع بغماليون وتمثال غالاتيا المرأة الباهرة الجمال ، يبني أحمد عبد اللطيف في روايته الجديدة «كتاب النحّات» ( دار آفاق -القاهرة)، عالمه الروائي -وحكايات النحات مع تماثيله- بحيث ينتقل بطل الرواية النحات الشاب إلى جزيرة مجهولة في قارب صغير وحيدًا مع أشيائه البسيطة وصلصاله، وبعض الرسوم التي يحلم أن تصير منحوتات في يوم ما. لكنّ هذه ليست الأسطورة الوحيدة التي نجد لها صدى في رواية «كتاب النحات»، بل إن العمل…

    اقرأ المزيد
  • نائل الطوخي في لعبة المركز والهامش

        في روايته «نساء الكرنتينا» لم يبتعد الكاتب المصري نائل الطوخي كثيراً عن الكتابة الذهنية التي تشتبك فيها الفانتازيا مع الواقع. هذه التيمات تحضر في كتابة الطوخي منذ صدور مجموعته القصصية الأولى «تغيرات فنية»، وفي روايتيه «ليلى أنطون» و «الألفين وستة»، لكنّ الكاتب هنا يتوغل أكثر في إعادة تشكيل عالم متكامل شبه واقعي، ولكن غير قابل للحدوث حقاً. عالم يتكئ في بنائه على أبطال حقيقيين من لحم ودم، لا يوجد فانتازيا في وجودهم الواقعي، بل في نمط حياتهم الذي…

    اقرأ المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى