من قراءاتي
-
متى يتكلم العلم العربية؟
ظل الكثيرون من الناطقين للغة العربية؛ لاسيما العلماء من أبنائها يتوقون إلى أن يروا لغتهم وقد غدت واحدة من بين ما ضمت مفرداتها معاجم العلم التجريبي. لكن هل تصلح لغتنا الجميلة أن تكون لغة علم؟ للإجابة على هذا السوال المحوري لابد للتطرق إلى مضامين مكنونات اللغة وأسباب الحواجز التي تعيقها، ولا شك أن مكنوناتها لا تقف عند حد من مأخذ الجمال والبلاغة والعمق، بل كما يرى د. سامي سويدان في كتابه “في دلالية القصص وشعرية السرد” أنه…
اقرأ المزيد -
لوكليزيو في غابة التناقضات
“في غابة التناقضات” هو عنوان كتاب صغير للوكليزيو- لم يتجاوز المائة صفحة- إلا أنه تمكن في محتواه المكثف من تقديم عالم لوكليزيو بشكل يمنح القارئ إطلالة عميقة على عالمه، تكشف أفكار هذا الكاتب، وموقفه الانساني نحو العالم. لم يكن الكاتب الفرنسي لوكليزيو معروفا بشكل كاف في الأدب العربي، حتى لحظة فوزه بجائزة نوبل في عام 2008، ومنذ ذلك التاريخ صار اسمه مطروقا في الصحف العربية؛ وفي الترجمات التي سارعت الى نقل أعماله بعد وصول نوبل الى داره. لكن…
اقرأ المزيد -
وجوه أخرى لفتحي غانم
بعد غياب خمس سنوات متواصلة،استضافت القاهرة فعاليات ملتقى الرواية العربية السادس والذي عقد تحت عنوان “تحولات وجماليات الشكل الروائي”، ( دورة فتحي غانم) بحضور أكثر من مائتي ناقد وروائي عربي وعالمي . وقد صدر عن الملتقى كتاب تكريمي عن الروائي القدير فتحي غانم حمل عنوان “وجوه أخرى لفتحي غانم ” قام بإعداده وتقديمه الشاعر شعبان يوسف . والكتاب الذي لم تتجاوز صفحاته 155 صفحة من القطع المتوسط كان جولة خلابة في عالم فتحي غانم.ضم عددا من المحاور:مختارات من النصوصومختارات…
اقرأ المزيد -
مي خالد تتعاطف مع بطلات «جيمنازيوم»
«كل أنثى يرقد في داخلها شيطان نائم، لا تزعجها فتوقظه». تضع الكاتبة المصرية مي خالد هذه العبارة على غلاف روايتها «جيمنازيوم» (دار العربي، القاهرة)؛ بحيث يمكن التوقف عند غلاف الرواية الذي يشغل تمثال فينوس مساحة منها، وفي الجزء السفلي من الغلاف نجد كلمة «لوكاندة» مع رسم صغير لمبنى ذي سقف هرمي، إلى جانب امرأة غامضة الملامح تجلس إلى طاولة صغيرة. هذه التفاصيل في غلاف الرواية تشكل أيضاً نواة الحبكة التي تنقسم بين شخصيتين مهمومتين بفعل الكتابة، وهما: بداية الألفي،…
اقرأ المزيد -
“إرادة الكتابة” بين وهم الصورة وخطر الحقيقة
تخوض الباحثة بلقيس الكركي في «إرادة الكتابة» (المؤسسة العربية للدراسات – بيروت) تجربة بحثية شائكة ومغايرة للمألوف، تبدأها بعبارة هسيودس “في البدء كانت الفوضى” وانطلاقاً من هذه العبارة تطرح أسئلتها الغائرة في عمق فعل «الكتابة» واستمراره، وسط “عالم رتيب من الفوضى، وآخر مشتهى من الإيقاع. صور مرتجلة وصور مؤلفة”. الآخرون يقتحمون حياتنا ويرصدونها من دون استئذان، فيغدو العالم مسرحًا ونغدو نحن ممثلين على خشبته كلما ساورنا إحساس بالمراقبة. من هذا المنطلق تجد الكاتبة أننا نعيش في عالم متناهي الفوضى،…
اقرأ المزيد -
” زهور” أمير تاج السر تأكلها النار
بين وقائع تاريخية تخيلية ماضية، وحاضر معيش يعجّ بالتعصب والطائفية والاضطرابات الدينية والعرقية، يعود الكاتب السوداني أمير تاج السر في روايته «زهور تأكلها النار» (دار الساقي – بيروت ) ليقترب بسلاسة سردية من عوالم الحروب والتدمير والتشرّد، وكيف يتم تحويل الأماكن الآمنة إلى بؤر رعب وخرائب. والأسوأ من هذا كيف يتم تحويل النساء إلى سبايا ضمن الفوضى الكبرى واللاقانون الذي يجرّد البشر من إنسانيتهم. تبدأ الرواية مع «خميلة»، البطلة الساردة، وهي تتكلم منذ السطور الأولى بضمير الأنا…
اقرأ المزيد -
بشرى خلفان تروي التاريخ العماني في ” الباغ”
تبدو الطفرة التي عرفتها الرواية الخليجية عموما، كاشفة لكثير من الوقائع التاريخية والاجتماعية في منطقة ظل التراث الشعري غالبا على النتاج الأدبي لكتابها أكثر من أي نوع آخر، لذا ظلت قليلة تلك المرويات السردية التي تتعلق بالإنسان وعالمه اليومي بكل تفاصيله الحميمية والخاصة. لكن الحضور الروائي تكثف في السنوات الأخيرة مع ظهور مجموعة من الأعمال الروائية التي قدمت تأملها في الماضي والحاضر من وجهة نظر إبداعية شهدت تحولات سريعة، سواء مع ظهور النفط وما تلا ذلك من نهضة…
اقرأ المزيد -
عزت القمحاوي يواجه الشباب في “يكفي أننا معا”
تتغير حياة الأشخاص حين يصادفون أسطورة الحب في زمن غير محسوب، ومكان تكرر وجودهم فيه مرارا، فلم يعد هناك ما يستحق الدهشة، لكن يتبدل الواقع لحظة حلول العاطفة مكان المعادلات العقلية المسلم بها، ويغدو مختلفا عما كان، يغادرون الحقائق الروتينية في يومياتهم نحو عالم ينحصر في رؤية الآخر على أنه الوعد المنتظر بالسعادة المنشودة. الأنا والآخر، بينهما الحب، الجسد، الشيخوخة، في التحامهم وتنافرهم الأبدي يشكلون المحور الذي تتقاطع فيه أحداث رواية عزت القمحاوي “يكفي أننا معا”، الصادرة حديثا عن…
اقرأ المزيد -
شعبان يوسف يوجه السهام ليوسف إدريس وعصره
الكتاب الذي اختار له الشاعر شعبان يوسف عنوانا مثيرا هو ” ضحايا يوسف إدريس وعصره” – دار بتانة للنشر – في غلاف جذاب تشغله صورة إدريس مع كلمات تنوه بأنه كاتب القصة القصيرة الأول، يتناول إشكالية تتعلق بالأوساط الأدبية والسلطة وارد حدوثها في كل زمان ومكان وربما في أي ساحة ثقافية وأدبية، بل وفي الثقافة العربية تحديدا، إنها ظاهرة سيطرة اسم ما على الساحة الأدبية، بحيث يشغل حضوره الثقافي والفكري أذهان النخبة والجمهور على حد سواء، في مقابل…
اقرأ المزيد -
سمر نور تواجه «مصاص دماء» في البيت
لا تكتفي سمر نور في مجموعتها القصصية «في بيت مصاص دماء» بالعمل على صوغ نسيج فانتازي للحكايات عملت على منواله في مجموعتيها السابقتين «معراج» و «بريق لا يحتمل»، إلى جانب الفانتازيا والخط السريالي الذي يضفر معظم القصص، فهناك محاور عدة مشتركة يمكن الوقوف أمامها في البنية الحكائية سواء من حيث الدلالات الرمزية، أو في تشكيل البناء النفسي للأبطال الذي جاء متشابهاً إلى حد كبير. انشغلت الكاتبة خلال هذه القصص في التعبير عن المكان المكتظ والزمان الفارغ، وازدحام المكان…
اقرأ المزيد