من قراءاتي
-
«الجميلات الثلاث» في رحلة الشتات والعودة
تمضي الكاتبة فوزية شويش السالم في روايتها «الجميلات الثلاث»- دار العين- القاهرة، في مسار أعمالها الروائية السابقة التي تقارب فيها الزمن من اتجاهات ورؤى عدة، بين الحاضر والأمس البعيد والقريب، وعبر أجيال عدة كما فعلت في روايتيها «مزون»، و «حجر على حجر». تغطي رواية «الجميلات الثلاث» مساحات تاريخية وجغرافية كبيرة، وتتناول وقائع عدة أوطان وتحولاتها من خلال حيوات الأبطال، من إسطنبول إلى السعودية والكويت، مروراً بالبحرين، بما يتخلل ذلك من مغامرات ومفارقات قدرية تتحكم بالمنعطفات الرئيسة للسرد.…
اقرأ المزيد -
هبة بسيوني في قلب الوحدة
في البداية عند التوقف أمام عنوان المتتالية القصصية للكاتبة الشابة هبة بسيوني ” تماس مع الوحدة” يحضر التساؤل حول اختيار مفردة ” تماس” لتتجاور مع الوحدة؛ فالتماس في اللغة هو : نُقْطَةُ الْمُلامَسَةِ و زَاوِيَتها، لذا يقال تماس كهربائي أي اتِّصال بين موصلين يسمح بمرور التيَّار، ويقال ايضا تماسَّ الجسمان : تلامسا ، لمس أحدُهما الآخرَ، لكن في حال وجود الآخر فإن الوحدة تنتفي، حضور الوحدة في عنوان المتتالية تُغيب الآخر لصالحها لتكون بديلا عنه. “واذا كان لا…
اقرأ المزيد -
“أنا أروى يا مريم” رواية الهوية والألم
تبدأ رواية “أنا أروى يا مريم”( دار الساقي- بيروت ) للكاتبة أريج جمال مع صوت مريم وهي تحكي لأروى حكايتها بصيغة المخاطب، وتكشف عن ماضيها وذاتها الأعمق، بل علة وجودها في هذا العالم. لا تراهن الرواية على قضية المثلية النسوية لتكون القضية المحورية في النص فقط، إنها جزء من عالم السرد إذ ثمة محاور أخرى تتقاطع مع جوهر السؤال والبحث عن الهوية الجنسانية، الثورة، الحب، الفن، القهر، التمرد ، الظلم، الرفض، غياب العدالة، كلها قضايا تنشغل فيها الرواية، وتقدمها…
اقرأ المزيد -
” ما رآه سامي يعقوب” بين الحقيقة والسُلطة
يتواجه مفهوم الحقيقة في رواية “مارآه سامي يعقوب” ( المصرية اللبنانية 2019) مع مفهوم السلطة. يمكن القول أن هذين المفهومين يحكمان مسار العمل، وإن كان أحدهما يتقدم على الآخر ( الحقيقة) التي تأخذ القارئ إلى عالم سامي يعقوب في كل تفاصيله، ثم ( السلطة) التي تقلب هذا العالم رأسا على عقب. ومن منظور فلسفي إلى حياة سامي- بطل العمل الروائي الذي حمل اسمه، يمكن رؤية لحظة حدوث التحول في حياة البشر كيف تطال الفرد، وتنزعه من عالمه الآمن لتلقيه…
اقرأ المزيد -
علاء خالد في شرنقة ” بيت الحرير”
تُلقي أحداث ثورة يناير 2011 ظلالها العالية على رواية علاء خالد “بيت الحرير” ( دار الشروق،القاهرة ) ضمن شخوص بدت منحوتة داخل نص ينسج تفاصيله المتشابكة في آفاق ثورية وفنية، تحتفي بتقويض الأفكار الجامدة، سواء على مستوى العلاقات الإنسانية الرتيبة، أو على مستوى إعادة طرح رؤى متفاعلة مع الفن والحياة، وحضور الموسيقى، والكتابة، والضوء، والشوق المغالي عند الأبطال جمعيا لحدوث انعتاق ما من الحياة المألوفة. إنهم ينتظرون الخلاص بشكل أو بآخر، واهمين أن الثورة والحب قادران على منحهما…
اقرأ المزيد -
“اعتدال الخريف” تداعي الذات المستلبة في أزمنة الحرب
د.لنا عبد الرحمن تنطوي رواية “اعتدال الخريف” للكاتب اللبناني جبور الدويهي على تمثل سردي خريفي حزين يتواءم تماماً مع عنوان الرواية، فالكاتب يغوص عميقاً في تخوم النفس الموحشة ويمعن في التأمل في الانفعالات العميقة التي تعصف في الداخل وتترك في الروح ما يشبه الدمار الذي يلي العاصفة، والرواية تنتمي إلى ما يسمى أدب “القصة القصيرة – الرواية” إذ وفق الكاتب في تطويع بعض ميزات القصة القصيرة وفي تطبيقها على نصه في نفس روائي يدمج بين الحركة السهمية التي تختص…
اقرأ المزيد -
منير عتيبة في “موجيتوس” وكتابة التاريخ من الحدود
عند تقاطع الحدود بين فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، يختار الكاتب منير عتيبة هذا المكان ليكون مسرحا للعالم الروائي الذي يلتقي فيه أبطال روايته “موجيتوس” ( دار حورس – الاسكندرية)، أما الزمان فيعود لحقبة من التاريخ الأندلسي التي حكم فيها عبد الرحمن الناصر. لكن السؤال المطروح على أي كاتب يود خوض تجربة الكتابة عن مرحلة التاريخ العربي في الأندلس هو: ما الذي سيكتبه بعد كل ما كتب، بعد عدد من الروايات قديمة وحديثة تناولت الأندلس إما تمجيدا للوجود العربي فيها،…
اقرأ المزيد -
حليب أليف شفق الأسود
تبدأ الكاتبة التركية أليف شفق كتابها ” حليب أسود” بالحديث عن زلزال هز اسطنبول عام 1999، وانطلاقا من مشهد الزلزال الذي اعتبرته الكاتبة من ضمن أكثر مشاهد حياتها تأثيرا تمضي في ذاكرتها، أو تحديدا تشرع في فتح بوابات التساؤل عن الحياة والكتابة، والواقع بينهما. لكن ما علاقة الزلزال بمثل هذه الأسئلة، ربما لأن شفق ترى أن كتابة القصص، أو الرواية الجيدة قادرة على أخذنا من مناطقنا الداخلية التي أصابها عطب ما سواء عبر زلزال واقعي أو متخيل، وهذا…
اقرأ المزيد -
«باولو» يوسف رخا زعيم مجهول للثورة
وسط أجواء كابوسية حافلة بالعوالم الخلفية المجهولة للحراك الثوري، تنضم رواية «باولو» للكاتب يوسف رخا الصادرة عن دار التنوير، إلى قائمة الروايات التي تتناول ما حدث خلال ثورة يناير 2011 وبعدها، وتتخذ من «التدوين» شكلاً للسرد الروائي على اعتبار أنها تفريغ لمدونة «الأسد على حق»، التي ظهرت على الإنترنت، بالتزامن مع فض اعتصامَي «رابعة» و «النهضة» لأنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي. إذاً تنطلق رواية «باولو» من اختيار سياق سياسي للسرد، إنه القالب الرئيس للرواية- المدونة، المكونة من…
اقرأ المزيد -
أمل رضوان تعود إلى “البيت الأولاني”
في زمن اتفق على أنه زمن ازدهار الرواية، تظهر في الساحة الأدبية مجموعة من الإبداعات القصصية التي تنحاز للقصة القصيرة، وتعيد إلى الواقع فكرة إمكانية الاستمتاع بقراءة القصص القصيرة من جديد، بعد أن شهد هذا الفن تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة وهجرة أصحابه له نحو كتابة الرواية. مجموعة “البيت الأولاني” للكاتبة أمل رضوان تنتمي إلى المجموعات القصصية اللافتة التي صدرت عن دار العين – القاهرة، ونالت جائزة ساويرس لعام 2015، والجدير بالذكر أنها المجموعة الأولى للكاتبة. وكما يتضح من دلالة…
اقرأ المزيد