مدونتي
-
جوخة الحارثي وأصداء ما بعد “المان بوكر”
بعد إعلان فوز الروائية العُمانية جوخة الحارثي بجائزة المان بوكر الدولية عن روايتها ” سيدات القمر”، تعالت أصوات مبتهجة بوصول أول كاتبة عربية لهذه الجائزة ، لكن قبل مرور أربع وعشرين ساعة على هذا الفوز ، أي لم يكن قد مر وقت كاف لقراءة روايتها ممن لم يقرأها، وقول الرأي بشأن النص، حتى ظهرت أصوات اخرى مستهجنة فوز الكاتبة، وبدلا من الفرح بفوز كاتبة عربية بجائزة عالمية، كان من الأسهل الغمز واللمز المؤذي، سواء عبر المقالات، أو عبر…
اقرأ المزيد -
سارة عابدين.. الكتابة والعالم في “ابتلع الوقت”
في مجموعتها الشعرية الجديدة”ابتلع الوقت” لا تغادر سارة عابدين عالمها المألوف الذي قدمته للقارئ في ديوانها الأول “على حافتين معا”، بحيث يبدو الديوان الجديد استكمالا للتساؤلات الحياتية التي تعايشها الشاعرة وتفرض نفسها على عالمها. يحيل عنوان “ابتلع الوقت” ( دار روافد بالقاهرة ) إلى صورتين متناقضتين في تجاور فعل “ابتلع” مع كلمة “الوقت”، لتكون الصورة الحقيقية لفعل الابتلاع ليست إلا وهما في ضياع الوقت لأنه غير ممسوك. الوقت هنا هو الزمن الممتد والهارب في الوقت عينه، الذي يلعب لعبة…
اقرأ المزيد -
“قمر على سمرقند” توق الرحيل في مواجهة الأسئلة
كأن الرحلة لن تنتهي، والمدينة الغامضة التي تُخفي حكاياتها بين عشب ضفاف الأنهار، وخلف الأسوار والشوارع ، وفي قبة مأذنة غير مكتملة؛ تزيد من التوغل في تلك المتاهة اللذيذة،هكذا تبدأ رحلة بحثٍ طويلة من مصر إلى سمرقند، يخوض غمارها الطبيب المصري “علي” بحثًا عن إجابات لتساؤلات تُعذبه. تبدو هذه الفكرة الرئيسة في رواية ” قمر على سمرقند” للكاتب محمد المنسي قنديل؛ ومنذ الصفحة الأولى للرواية التي بلغت (569صفحة )يتمكن الكاتب من الاحتفاظ بقارئه حتى النهاية،إذ تميزت الرواية بالترابط المحكم…
اقرأ المزيد -
“عواطف وزوارها”.. السهولة والامتناع
شبكة من العلاقات الإنسانية المتداخلة ينسجها الكاتب التونسي الحبيب السالمي في روايته ” عواطف وزوارها” الصادرة حديثا عن دار الآداب ( بيروت ) يواجه الكاتب طبيعة العلاقة مع الآخر من وجوه عدة تبادلية في الغالب، بين امرأة ورجل، أو بين رجل ورجل، بين الشرق والغرب ، وبين الكيان العربي المشرقي وبلدان المغرب العربي. مجموعةكيانات تجتمع وتتواجه في بقعة واحدة، في هويات ذكورية وأنثوية تتحدى ذاتها والآخر عبر النص الذي ينضح بروح السخرية المرة، حتى في أكثر المواقف تأزما…
اقرأ المزيد -
“ليلى والثلج ولودميلا” رواية تحكي عن انهيار الاتحاد السوفياتي
في روايتها الثالثة “ليلى والثلج ولودميلا”، تتناول الروائية الأردنية كفى الزعبي المرحلة الزمنية التي تلت انهيار الإتحاد السوفيتي في سنوات التسعينيات من القرن الماضي، وتختار مدينة بطرسبرج لتجري على أرضها أحداث الرواية، وكما يتضح من العنوان المركب فإن كل مفردة من كلمات العنوان الثلاثة ترمز إلى أن قضية ليلى هي البنت العربية الشاهدة على الأحداث والتي ترتبط بعلاقات مع معظم شخوص الرواية. أما الثلج فإنه بطل رئيس في القصة أيضا، حيث سيحضر في مواقف مفصلية في حياة الأبطال،وكما لو أنه…
اقرأ المزيد -
حصيلة الأيام
«العائلة تعطينا الأمن والرفقة والحماية وتثير أعصابنا، لكني لا أستطيع العيش من دونها». هذه هي العبارة التي توردها الكاتبة ايزابيل اللندي في كتاب مذكراتها “حصيلة الأيام”. إنه كتاب يندرج ضمن فئة السيرة الذاتية أو المذكرات الشخصية،كتاب يعلي من شأن الترابط الأسري،الذي يبدو غير مكرس له هذا القدر من الاهتمام في المجتمع الغربي،لذا فإن الكتاب يبدأ بمشهد يضم عائلة الليندي برمتها وهي مجتمعة لإحياء الطقس الخاص بنثر رفات ابنتها باولا . وانطلاقاً من هذا الحدث تبدأ الكاتبة باستعراض سائر…
اقرأ المزيد -
أمانة الكتابة والحياة
قلة هم الكتاب الذين تكون شخصياتهم منسجمة مع ما يكتبونه، فلا يحس القارئ بعد اللقاء بهم أنه يتكلم مع شخص آخر مختلف تماما عن كتاباته،لكن غالباً هذا ما يحدث، لكن الذنب ليس ذنب الكاتب دائما لأن القارئ يفتش عن تطابق بين الكاتب ونصه، ويتمنى أن تكون الصورة التي في خياله متطابقة مع الصورة التي رسمها في ذهنه لهذا الكاتب أو ذاك، كما لوأن تلك الصورة التي افترضها لوقت طويل هي الواقع الحقيقي الذي يجب أن يكون عليه كاتبه المفضل،وفي…
اقرأ المزيد -
” 14 ساعة في مطار بغداد ” : اقتفاء آثار المدينة والبحث عن بيت السياب!
في كتاب ‘ 14 ساعة في مطار بغداد’، يروي الشاعر عبد الرزاق الربيعي قصة عودته إلى بغداد، بعد غياب طال لسنوات طوال. من هنا بدت تجربته تلك ساخنة، وحميمية، وأليفة في عين القارئ الذي ينجذب تلقائيًا للحكايا المروية عن بغداد؛ سواء كانت تلك الحكايا في كتب التاريخ، أو الزمن الحاضر، وكما لو أن كل ما يُحكى عن بغداد ليس واقعيًا تمامًا، كما لو أنه يقع في منطقة تدمج الواقع بالمتخيل؛ ليتشكل حول بغداد خيط لا مرئي من الواقعية السحرية…
اقرأ المزيد -
الروائي السوداني منصور الصويم يكتب من منطقة العتمة
فتيات متسولات، شحاذون، أولاد سوق، وأطفال صغار عيونهم جاحظة. عذاب، انسحاق، كوابيس مرعبة، وبطل الرواية الكسيح (آدم) الملقب بكسحي الملك، يمارس عمله في الشوارع والأزقة، في الأسواق وبين المتاجر والمقاهي. هذا هو العالم الذي ينسجه الكاتب السوداني منصور الصويم في روايته «ذاكرة شرير» الصادرة حديثاً عن الدار العربية للعلوم. يحكي الصويم عن جماعة من البشر دفعتهم الحياة إلى مستنقع المدينة الآسن، يعيشون على الحافة، ويغامرون بحياتهم ألف مرة من أجل لقمة العيش، ينامون على الإسفلت ويمزقهم الجوع، ثم…
اقرأ المزيد -
الكاتبة الفرنسية آنا غافالدا : أود لو أن أحداً ينتظرني في مكان ما
تنتمي الكاتبة الفرنسية آنا غافلدا الى الجيل الجديد من الكتاب الفرنسيين.في مجموعتها القصصية “أود لو أن أحداً ينتظرني في مكان ما” الصادرة مؤخرا بالعربية عن دار قدمس في دمشق تتناول غافلدا أحداثاً عادية لا مفاجآت فيها،مألوفة،تشبه سير الحياة الطبيعي،وهذا ما يميز نصوصها ويمنحها جاذبية.إذ تبتعد غافلدا عن الإثارة المباشرة،وهذا يتضح من اختيارها لعنوان المجموعة،الذي يحمل كثيرا من التمني اليائس،هكذا أيضا تبدو النصوص مفعمة بروح ملولة،متعبة من تفاصيل الحياة الروتينية والمكررة،التي تسبب فراغاً لا يمتلئ لأنها تحيك ذاتها من…
اقرأ المزيد